2235 - أحمد بن عبد الله بن سليمان أبو العلاء التنوخي الشاعر من أهل معرة النعمان

2235 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان أَبُو العلاء التنوخي الشاعر من أهل معرة النعمان، كَانَ حسن الشعر، جزل الكلام، فصيح اللسان، غزير الأدب، عالما باللغة، حافظا لها.

وذكر لي الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِم التنوخي أنه ورد بغداد فِي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة، وأنه قرأ عَلَيْهِ ديوان شعره بِبَغْدَادَ، وَقَالَ لي التنوخي: هو أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن أَحْمَدَ بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن المطهر بْن زياد بْن ربيعة بْن الحارث بْن ربيعة بْن أنور بْن أسحم بْن أرقم بْن النعمان بْن عدي بْن عَبْد غطفان بْن عمرو بْن بريح بْن جذيمة بْن تيم اللَّه بْن أسد بْن وبرة بْن تغلب بْن حلوان بْن عمران بْن الحاف بْن قضاعة.

أنشدنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِم عَلِيّ بْن المحسن، قَالَ: أنشدنا أَبُو العلاء المعري لنفسه يرثى بعض أقاربه:

غير مجد فِي ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شاد

وشبيه صوت النعي إذا قست بصوت البشير فِي كل ناد

أبكت تلكم الحمامة أم غنت على فرع غصنه المياد

صاح هذي قبورنا تملأ الأرض فأين القبور من عهد عاد

خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هَذِهِ الأجساد

وقبيح بنا وإن قدم العصر هوان الآباء والأجداد

سر إن اسطعت فِي الهواء رويدا لا اختيالا على رفات العباد

رب لحد قد صار لحدا مرارا ضاحكًا من تزاحم الأضداد

ودفين على بقايا دفين فِي طويل الزمان والآباد

فاسأل الفرقدين عمن أحسا من قبيل وآنسا من بلاد

كم أقاما على زوال نهار وأنار لمدلج فِي سواد

تعب كلها الحياة فما أعجب إلا من راغب فِي ازدياد

إن حزنا فِي ساعة الموت أضعاف السرور فِي ساعة الميلاد

خلق الناس للبقاء فضلت أمة يحسبونهم للنفاد

إنما ينقلون من دار أعمال إِلَى دار شقوة أو رشاد

والقصيدة طويلة.

حَدَّثَنِي أَبُو الْخَطَّاب العلاء بْن حزم الأندلسي، قَالَ: ذكر لي أَبُو العلاء المعري أنه ولد فِي يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاث مائة.

وَكَانَ أَبُو العلاء ضريرا عمى فِي صباه، وعاد من بغداد إِلَى بلده معرة النعمان فأقام بها إِلَى حين وفاته، وَكَانَ يتزهد ولا يأكل اللحم، ويلبس خشن الثياب، وصنف كتبا فِي اللغة، وعارض سورا من القرآن، وحكى عَنْهُ حكايات مختلفة فِي اعتقاده، حتى رماه بعض الناس بالإلحاد.

وبلغنا أنه مات في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربع مائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015