2176 - أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم أبو الحسن العجلي

2176 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن صالح بْن مُسْلِم أَبُو الْحَسَن العجلي كوفي الأصل، نشأ بِبَغْدَادَ، وسمع بها وبالكوفة وبالبصرة، وَحَدَّثَ بها عَنْ شبابة بْن سوار، ومحمد بْن جعفر غندر، وَالْحُسَيْن بْن عَلِيّ الجعفي، وأبي دَاوُد الحفري، وأبي عامر العقدي، ومحمد، ويعلى ابني عبيد الطنافسي، وجماعة نحوهم.

وَكَانَ حافظا دينا صالحا، انتقل إِلَى بلد المغرب فسكن أطرابلس، وليست بأطرابلس الشام، وانتشر حديثه هناك، رَوَى عَنْهُ ابنه أَبُو مُسْلِم صالح، وذكر أنه سمع منه فِي سنة سبع وخمسين ومائتين.

أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طَاهِر الدَّقَّاق، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد بْن بَكْر الأندلسي، قَالَ: كَانَ أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن صالح الكوفي من أئمة أصحاب الحديث الحفاظ المتقنين من ذوى الورع والزهد، كَمَا سَمِعْتُ زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبَا الْحَسَن اللؤلؤي بالقيروان، يَقُولُ: سَمِعْتُ مشايخنا بهذا المغرب يَقُولُون: لم يكن لأبي الْحَسَن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن صالح بْن مُسْلِم العجلي الْكُوفِيّ ببلادنا شبيه ولا نظير فِي زمانه فِي معرفته بالحديث، وإتقانه وزهده.

قَالَ الوليد، وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن زكريا بْن الخصيب بأطرابلس المغرب، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العرب مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن تميم الْحَافِظُ، بالقيروان، قَالَ: سألت مالك بْن عِيسَى القفصي، وَكَانَ من علماء أصحاب الحديث بالمغرب، فقلت لَهُ: من أعلم من رأيت بالحديث؟ فَقَالَ لي: أما من الشيوخ فأبو الْحَسَن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن صالح الْكُوفِيّ الساكن بأطرابلس المغرب.

قَالَ الوليد وَحَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العرب حَدَّثَنَا مالك بْن عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عباس بْن مُحَمَّد الدوري، عَنْ عَبْد اللَّه بْن صالح العجلي، قَالَ مالك بْن عِيسَى: فقلت: لعباس الدوري: إن لَهُ ابنا عندنا بالمغرب، فَقَالَ: أَحْمَد؟ قلت: نعم، قَالَ عباس: إنما كنا نعده مثل أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين.

قَالَ الوليد قَالَ لي عَلِيّ بْن أَحْمَدَ، وقد ذكر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن صالح أن بْن حنبل وابن معين قد كانا يأخذان عَنْهُ.

أَخْبَرَنَا حمزة، قَالَ: حَدَّثَنَا الوليد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن تميم الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مغيث مغربي ثقة، يَقُولُ: سئل يَحْيَى بْن معين، عَنْ أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن صالح بْن مُسْلِم، فَقَالَ: هو ثقة ابن ثقة ابن ثقة، قَالَ الوليد: وإنما قَالَ فيه يَحْيَى بْن معين بهذه التزكية؛ لأنه عرفه بالعراق قَبْلَ خروج أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه إِلَى المغرب، وَكَانَ نظيره فِي الحفظ إلا أنه دونه فِي السن، وَكَانَ خروجه إِلَى المغرب أيام محنة أَحْمَد بْن حنبل، وأحمد بْن عَبْد اللَّه هَذَا أقدم فِي طلب الحديث، وأعلى إسنادا، وأجل عند أهل المغرب فِي القديم والحديث ورعا وزهدا من مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري، وهو كثير الحديث خرج من الكوفة والعراق بعد أن تفقه فِي الحديث، ثم نزل أطرابلس المغرب.

قَالَ الوليد: قلت لزياد بْن عَبْد الرَّحْمَن أي شيء أراد أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن صالح بخروجه إِلَى المغرب؟ فَقَالَ: أراد التفرد للعبادة، يحكى ذلك عَنْ مشايخ المغرب، وسمعت عَلِيّ بْن أَحْمَدَ يحكى نحو ذلك.

قَالَ الوليد: وحديث أَحْمَد وتصانيفه وأخباره بالمغرب، وحديثه عزيز بمصر والشام والعراق لبعد المسافة، وتوفي بأطرابلس، فقبره هناك على الساحل، وقبر ابنه صالح إِلَى جنبه، وسمعت عَلِيّ بْن أَحْمَدَ الأطرابلسي وسألته عَنْ صالح بْن أَحْمَدَ، فَقَالَ لي: هو ثقة ابن ثقة ابن ثقة، قَالَ الوليد: وَسَمِعْتُ عَلِيّ بْن أَحْمَدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ صالح بْن أَحْمَدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي أَحْمَد، يَقُولُ: طلبت الحديث سنة سبع وتسعين ومائة، وَكَانَ مولدي بالكوفة سنة اثنتين وثمانين ومائة.

قَالَ صالح: ومات أَبِي بعد الستين والمائتين.

قلت: ذكر أَبُو سَعِيد بْن يونس المصري أنه مات فِي سنة إحدى وستين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015