2156 - أحمد بن صالح أبو جعفر المقرئ طبري الأصل

2156 - أَحْمَد بْن صالح أَبُو جعفر المقرئ طبري الأصل سمع أبا عَبْد اللَّه بْن وهب، وعنبسة بْن خَالِد، وَعَبْد اللَّهِ بْن نافع، وإسماعيل بْن أَبِي أويس.

وَكَانَ أحد حفاظ الأثر، عالما بعلل الحديث، بصيرا باختلافه.

وورد بغداد قديما، وجالس بها الحفاظ، وجرى بينه وبين أَبِي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل مذاكرات، وَكَانَ أَبُو عَبْد اللَّه يذكره ويثني عَلَيْهِ، وقيل: إن كل واحد منهما كتب عَنْ صاحبه فِي المذاكرة حديثا.

ثم رجع أَحْمَد إِلَى مصر فأقام بها، وانتشر عند أهلها علمه، وَحَدَّثَ عَنْهُ الأئمة منهم: مُحَمَّد بْن يَحْيَى الذهلي، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل البخاري، ويعقوب بْن سُفْيَان الفسوي، وَأَبُو زرعة الدِّمَشْقِيّ، وَأَبُو إِسْمَاعِيل الترمذي، وَأَبُو دَاوُد السجستاني، وابنه أَبُو بَكْر، وصالح جزرة.

ومن الشيوخ المتقدمين: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نمير، ومحمود بْن غيلان، وغيرهما.

(1421) -[5: 319] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مشَاذةَ الْمُؤَدِّبُ، بِأَصْبَهَانَ، وَأُخْتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ أَسْمَاءُ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلْمٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَوَّجْتَنِي مِنْ رَجُلٍ فَقِيرٍ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا تَرْضَيْنَ أَنَّ اللَّهَ اخْتَارَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبُوكِ وَالآخَرُ زَوْجُكِ "

هَذَا حديث غريب من رواية عَبْد اللَّه بْن أَبِي نجيح، عَنْ مجاهد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وغريب من حديث معمر بْن راشد، عَنِ ابن أَبِي نجيح، تفرد بروايته عَنْهُ عَبْد الرزاق، وقد رواه عَنْ عَبْد الرزاق غير واحد.

(1422) -[5: 320] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ صَالِحٍ أَبُو الصَّلْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَوَّجْتَنِي مِنْ رَجُلٍ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ! قَالَ: " أَمَا تَرْضِينَ أَنَّ اللَّهَ اخْتَارَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبُوكِ وَالآخَرُ بَعْلُكِ "

(1423) -[5: 320] وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْهُشَيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا فَاطِمَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَوَّجْتَنِي مِنْ عَائِلٍ لا مَالَ لَهُ! فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَ مَا تَرْضَيْنَ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَاخْتَارَ مِنْهُمْ رَجُلَيْنِ، فَجَعَلَ أَحَدَهُمَا أَبَاكِ وَالآخَرَ بَعْلَكِ " أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جعفر القطيعي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري فِي كتابه إلينا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن عَلِيّ الآجري، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُد، يَقُولُ: كتب أَحْمَد بْن صالح، عَنْ سَلامَة بْن روح، وَكَانَ لا يحدث عَنْهُ، وكتب عَنِ ابن زبالة خمسين ألف حديث وَكَانَ لا يحدث عَنْهُ، وَحَدَّثَ أَحْمَد بْن صالح ولم يبلغ الأربعين، وكتب عباس العنبري عَنْ رجل عَنْهُ.

كتب إِلَيَّ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُثْمَان الدِّمَشْقِيّ يذكر أن أَبَا الميمون البجلي أخبرهم، ثم أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني قراءة، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُثْمَان الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الميمون عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البجلي، بدمشق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو النَّصْري، قَالَ: سألني أَحْمَد بْن حنبل قديما: من بمصر؟ قلت: بها أَحْمَد بْن صالح، فسر بذكره ودعا لَهُ.

أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ المقرئ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الخليل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد بْن عدي، قَالَ: قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن زنجويه، يَقُولُ: قدمت مصر، فأتيت أَحْمَد بْن صالح، فسألني من أين أنت؟ قلت: من بغداد، قَالَ: أين منزلك من منزل أَحْمَد بْن حنبل؟ قلت: أنا من أصحابه، قَالَ: تكتب لي موضع منزلك فإني أريد أوافي العراق حتى تجمع بيني وبين أَحْمَد بْن حنبل، فكتبت لَهُ فوافى أَحْمَد بْن صالح سنة اثنتي عشرة إِلَى عفان فسأل عني فلقيني، فَقَالَ: الموعد الَّذِي بيني وبينك؟ فذهبت بِهِ إِلَى أَحْمَد بْن حنبل، واستأذنت لَهُ، فقلت: أَحْمَد بْن صالح بالباب، فأذن لَهُ، فقام إليه ورحب بِهِ وقربه، وَقَالَ لَهُ: بلغني إنك جمعت حديث الزهري، فتعال نذكر ما روى الزهري عَنْ أصحاب رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعلا يتذاكران ولا يغرب أحدهما على الآخر حتى فرغا، قَالَ: وما رأيت أحسن من مذاكرتهما، ثم قَالَ أَحْمَد بْن حنبل لأحمد بْن صالح: تعال حتى نذكر ما روى الزهري عَنْ أولاد أصحاب رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعلا يتذاكران ولا يغرب أحدهما على الآخر إِلَى أن قَالَ أَحْمَد بْن حنبل لأحمد بْن صالح: عند الزهري، عَنْ مُحَمَّد بْن جبير بْن مطعم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما يسرني أن لي حمر النعم وأن لي حلف المطيبين "، فَقَالَ أَحْمَد بْن صالح لأحمد بْن حنبل: أنت الأستاذ وتذكر مثل هَذَا، فجعل أَحْمَد بْن حنبل يبتسم ويَقُولُ: رواه عَنِ الزهري رجل مقبول، أو صالح: عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق، فَقَالَ: من رواه عَنْ عَبْد الرَّحْمَن؟ فَقَالَ: حدثناه رجلان ثقتان: إِسْمَاعِيل ابْن عُلَيَّةَ، وبشر بْن الْمُفَضَّل، فَقَالَ أَحْمَد بن صالح لأحمد بْن حنبل: سألتك بالله إلا أمليته عَلِيّ، فَقَالَ أَحْمَد: من الكتاب.

فقام فدخل وأخرج الكتاب وأملى عَلَيْهِ، فَقَالَ أَحْمَد بْن صالح لأحمد بْن حنبل لو لم أستفد بالعراق، إلا هَذَا الحديث كَانَ كثيرا، ثم ودعه وخرج.

كتب إِلَيَّ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُثْمَان الدِّمَشْقِيّ يذكر أن أَبَا الميمون البجلي أخبرهم، ثم حَدَّثَنِي البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُثْمَان الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الميمون، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زرعة، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن صالح، قَالَ: حدثت أَحْمَد بْن حنبل بحديث زَيْد بْن ثابت فِي بيع الثمار فأعجبه واستزادني مثله، فقلت: ومن أين مثله؟

(1424) -[5: 323] قُلْتُ: وَهُوَ الْحَدِيثُ الَّذِي أَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللُّؤْلُئِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الزِّنَادِ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُو صَلاحُهُ وَمَا ذُكِرَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبِيرِ يُحَدِّثُ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ الثِّمَارَ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلاحُهَا، فَإِذَا جَذَّ النَّاسُ وَحَضَرَ تَقَاضِيهُمْ، قَالَ الْمُبْتَاعُ: قَدْ أَصَابَ الثَّمَرَ الدُّمَانُ وَأَصَابَهُ قُشَامٌ، وَأَصَابَهُ مِرَاضٌ، عَاهَاتٌ يَحْتَجُّونَ بِهَا، فَلَمَّا كَثُرَتْ خُصُومَتُهُمْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ كَالْمَشُورَةِ يُشِيرُ بِهَا: " فَإمَّا لا، فَلا تَبْتَاعُوا الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُو صَلاحُهُ "، لِكَثْرَةِ خُصُومَتِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ.

(1425) -[5: 324] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَشْنَانِيُّ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسَ الطَّرَائِفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَبِّرُ، بِأَصْبَهَانَ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلِ بْنِ مَخْلَدٍ الْغَزَّالُ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ، أَنَّ وَدَاعَةَ الْحَمْدِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ بِجَنْبِ مَالِكِ بْنِ عُبَادَةَ أَبِي مُوسَى الْغَافِقِيِّ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ يَقُصُّ، فَقَالَ مَالِكٌ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَافِلٌ أَوْ هَالِكَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: " إِنَّكُمْ سَتَرْجِعُونَ إِلَى قَوْمٍ يَشْتَهُونَ الْحَدِيثَ عَنِّي، فَمَنْ عَقِلَ عَنِّي شَيْئًا فَلْيُحَدِّثْ بِهِ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا أَوْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ "، لا نَدْرِي أَيَّتُهُمَا، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْغَزَّالُ: وَمَالِكُ بْنُ عُبَادَةَ رَوَى عَنْهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي الْكَنُودِ، وَوَدَاعَةُ الْحَمدِيُّ كَانَ قَاضِيًا لأَهْلِ مِصُرَ، وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو جَعْفَرٍ طَبَرِيُّ الأَصْلِ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، كَانَ مِنْ حُفَّاظِ الْحَدِيثِ، وَاعِيًا رَاسًّا فِي عِلْمِ الْحَدِيثِ وَعِلَلِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِالشَّافِعِيِّ، وَلَمْ يَكُنْ فِي أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ أَحَدٌ أَعْلَمَ مِنْهُ بِالآثَارِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ المعبر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الغزال، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَدَ بْن شا كر الغافقي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن المغيرة علان المصري، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نعيم الْفَضْل بْن دكين، يَقُولُ: ما قدم عَلَيْنَا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هَذَا الفتى، يَعْنِي: أَحْمَد بْن صالح، وَقَالَ عَلِيّ بْن الجنيد سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نمير، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَحْمَد صالح، وإذا جاوزت الفرات فليس أحد مثله.

قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الغزال حدث بمصر، وبدمشق، وبأنطاكية، وبلغني أن أَحْمَد بْن حنبل سمع منه حديث وداعة الحمدي، فقال له يا أبا جعفر، حديث آخر مثل هذا.

أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عَنِ ابن سَعِيد، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن قتيبة، قَالَ: سَمِعْتُ ابْن نمير، وذكر أَحْمَد بْن صالح، فَقَالَ: هو واحد الناس فِي علم الحجاز والمغرب فهم، وجعل يعظمه وَحَدَّثَنَا عَنْهُ بغير شيء.

أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الكاتب، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن أَحْمَدَ الهروي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَد بْن سلمة النَّيْسَابُورِيّ يحكى عَنْ مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارة، قَالَ: أَحْمَد بْن صالح بمصر، وأحمد بْن حنبل بِبَغْدَادَ، وابن نمير بالكوفة، والنفيلي بحران، هؤلاء أركان الدين.

أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز البزاز، بهمذان، قَالَ: حَدَّثَنَا صالح بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق النهاوندي، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَعْقُوب بْن سُفْيَان، يَقُولُ: كتبت عَنْ ألف شيخ، حجتي فيما بيني وبين اللَّه رجلان، قلت لَهُ: يا أَبَا يوسف، من حجتك وقد كتبت عَنِ الأَنْصَارِيِّ وحبان بْن هلال والاجلة؟ قَالَ: حجتي أَحْمَد بْن حنبل، وأحمد بْن صالح المصري.

أَخْبَرَنَا هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن مَنْصُور الطبري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو صالح خلف بن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، قَالَ: قَالَ سَمِعْتُ صالح بْن مُحَمَّد بْن حَبِيب، يَقُولُ: قَالَ أَحْمَد بْن صالح المصري: كَانَ عند بْن وهب مائة ألف حديث، كتبت عَنْهُ خمسين ألف حديث، ولم يكن بمصر أحد يحسن الحديث ولا يحفظ غير أَحْمَد بْن صالح، كَانَ يعقل الحديث ويحسن أن يأخذ، وَكَانَ رجلا جامعا يعرف الفقه والحديث والنحو ويتكلم فِي حديث الثوري وشعبة وأهل العراق، وَكَانَ قدم العراق وكتب عَنْ عفان وهؤلاء، وَكَانَ يذاكر بحديث الزُّهْرِيّ ويحفظه، وَقَالَ أَحْمَد: كتبت عَنِ ابن زبالة مائة ألف حديث، ثم تبين لي أنه كَانَ يضع الحديث فتركت حديثه.

قلت: احتج سائر الأئمة بحديث أَحْمَد بْن صالح، سوى أَبِي عَبْد الرَّحْمَن النسائي، فإنه ترك الرواية عَنْهُ وَكَانَ يطلق لسانه فيه، فأخبرنا أَبُو بَكْر البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد الكريم بْن أَحْمَدَ بْن شُعَيْب النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: أَحْمَد بْن صالح المصري، ليس بثقة.

وليس الأمر عَلِيّ ما ذكر النسائي، ويقال: كَانَ آفة أَحْمَد بْن صالح الكبر وشراسة الخلق، ونال النسائي منه جفاء فِي مجلسه، فذلك السبب الَّذِي أفسد الحال بينهما.

أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني إن لم يكن قراءة فإجازة لأني شككت فِي سماعي هَذِهِ الحكاية منه، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن هارون بْن حسان البرقي، يَقُولُ: هَذَا خراساني يَعْنِي النسائي يتكلم فِي أَحْمَد بْن صالح، وحضرت مجلس أَحْمَد بْن صالح وطرده من مجلسه، فحمله ذلك على أن تكلم فيه.

أَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الإسماعيلي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيار، قَالَ: سَمِعْتُ بندارا، يَقُولُ: كتبت إِلَى أَحْمَد بْن صالح خمسين ألف حديث أي إجازة، وسألته أن يجيز لي أو يكتب إلي بحديث مخرمة بْن بكير، فلم يكن عنده من المروءة ما يكتب بذاك إلي.

قلت: ونرى أن هَذَا الحديث الذي قاله بندار فِي أَحْمَد بْن صالح من تركه مكاتبته مع مسألته إياه ذلك، إنما حمله عَلَيْهِ سوء الخلق، ولقد بلغني إنه كَانَ لا يحدث إلا ذا لحية ولا يترك أمرد يحضر مجلسه، فلما حمل أَبُو دَاوُد السجستاني ابنه إليه ليسمع منه، وَكَانَ إذ ذاك أمرد، أنكر أَحْمَد بْن صالح عَلِيّ أَبِي دَاوُد إحضاره ابنه المجلس، فَقَالَ لَهُ أَبُو دَاوُد: هو وإن كَانَ أمرد أحفظ من أصحاب اللحى، فامتحنه بما أردت، فسأله عَنْ أشياء أجابة ابْن أَبِي دَاوُد عَنْ جميعها، فحدثه حينئذ ولم يحدث أمرد غيره.

أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بْن طَاهِر الدَّقَّاق، وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ البزاز، قَالَ حمزة حَدَّثَنَا، وَقَالَ مُحَمَّد أَخْبَرَنَا الوليد بْن بَكْر الأندلسي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن زكريا الهاشمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم صالح بْن أَحْمَدَ بْن عَبْد اللَّه العجلي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: أَحْمَد بْن صالح يكنى أَبَا جعفر مصري ثقة، صاحب سنة.

هَذَا لفظ مُحَمَّد، وأما حمزة، فَقَالَ: أَحْمَد بْن صالح مصري ثقة، ولم يزد على ذلك.

أَخْبَرَنَا ابْن الْفَضْل القطان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم المستملي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن فارس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل البخاري، قَالَ: أَحْمَد بْن صالح أَبُو جعفر المصري ثقة صدوق، ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحجة، كَانَ أَحْمَد بْن حنبل، وعلي وابن نمير، وغيرهم يثبتون أَحْمَد بْن صالح، كَانَ يَحْيَى يَقُولُ: سلوا أَحْمَد فإنه أثبت.

أَخْبَرَنِي الطناجيري، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَدَ الْوَاعِظ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، يَقُولُ: وَأَخْبَرَنَا البرقاني، قَالَ: قرأت على إِسْمَاعِيل بْن هشام الصرصري: حدثكم مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عمرو بْن عَبْد الخالق العتكي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رشدين، قَالَ: مات أَحْمَد بْن صالح سنة ثمان وأربعين ومائتين، زاد بْن رشدين لثلاث بقين من ذي القعدة.

حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَدَ بْن يونس بْن عَبْد الأعلى المصري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: كَانَ أَحْمَد بْن صالح يكنى أَبَا جعفر، كَانَ صالح جنديا من أهل طبرستان من العجم، وولد أَحْمَد بْن صالح بمصر فِي سنة سبعين ومائة، وتوفي بمصر يوم الإثنين لثلاث خلون من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين، وَكَانَ حافظا للحديث، ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَن النسائي أَحْمَد بْن صالح فرماه وأساء الثناء عَلَيْهِ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين، يَقُولُ: أَحْمَد بْن صالح كذاب يتفلسف، قَالَ أَبِي: ولم يكن عندنا بحمد اللَّه كَمَا قَالَ، ولم يكن لَهُ آفة غير الكبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015