1824 - محمد بن يحيى أبو سعيد يعرف بحامل كفنه

1824 - محمد بن يحيى أبو سعيد يعرف بحامل كفنه سكن دمشق، وحدث بها عن أبي بكر، وعثمان ابني أبي شيبة، وعقبة بن مكرم العمي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري وسلمة بن شبيب وأحمد بن منيع ومحمد بن عمرو بن أبي مذعور وعبيد بن محمد الوراق، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه.

روى عنه أبو بكر النقاش المقرئ، وأبو عمر محمد بن موسى بن فضالة الدمشقي وغيرهما، أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن الحسن بن زياد النقاش إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن يحيى البغدادي أبو سعيد المعروف بحامل كفنه بدمشق، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد بن محمد الوراق، قَالَ: كان بالرملية رجل يقال له: عمار وكانوا يقولون: إنه من الأبدال.

فاشتكى البطن، فذهبت أعوده، وقد بلغني عنه رؤيا رآها، فقلت له: رؤيا حكوها عنك؟ فقال لي: نعم رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم فقلت: يا رسول الله ادع الله لي بالمغفرة، فدعا لي.

ثم رأيت الخضر بعد ذلك، فقلت: ما تقول في القرآن؟ فقال: كلام الله وليس بمخلوق.

فقلت: ما تقول في النبيذ؟ قَالَ: أنهي الناس عنه.

قَالَ: فقلت: هوذا أنهاهم وليس ينتهون! فقال: من قبل فقد قبل ومن لم يقبل فدعه.

قلت: ما تقول في بشر بن الحارث؟ قَالَ: مات بشر بن الحارث يوم مات وما على وجه الأرض أحد اتقى لله منه.

قلت: فأحمد بن حنبل؟ فقال لي: صديق.

فقلت له: فحسين الكرابيسي، فغلظ في أمره.

قلت: فما تقول في خالتي؟ فقال لي: تمرض وتعيش سبعة أيام ثم تموت فلما أن ماتت قلت: حقت الرؤيا.

فلما كان بعد رأيته، فقلت له: كيف صار مثلك يجيء إلى مثلي؟ فقال لي: ببرك والديك، وإقالتك العثرات.

بلغني أن المعروف بحامل كفنه توفي وغسل وكفن وصلى عليه ودفن فلما كان في الليل جاء نباش فنبش عنه، فلما حل أكفانه ليأخذها استوى قاعدا فخرج النباش هاربا منه فقام فحمل كفنه وخرج من القبر وجاء إلى منزله وأهله يبكون فدق الباب عليهم، فقالوا من أنت؟ فقال: أنا فلان.

فقالوا له: يا هذا، لا يحل لك أنت تزيدنا على ما بنا.

فقال: يا قوم افتحوا لي فأنا والله فلان فعرفوا صوته، ففتحوا له الباب، وعاد حزنهم فرحا وسمى من يومئذ حامل كفنه، ومثل هذا سعير بن الخمس الكوفي، فإنه لما دلى في حفرته اضطرب فحلت عنه الاكفان، فقام فرجع إلى منزله، وولد له بعد ذلك ابنه مالك بن سعير! بلغني أن محمد بن يحيى حامل كفنه مات في سنة تسع وتسعين ومائتين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015