لَهُ وَأَطِيعُوا.
فَلَمَّا بَعَثَ حُذَيْفَةُ إِلَى الْمَدَائِنِ كَتَبَ إِلَيْهِمْ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ فُلانا فَأَطِيعُوهُ، فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ لَهُ شَأْنٌ فَرَكِبُوا لِيَتَلَقَّوْهُ، فَلَقُوهُ عَلَى بَغْلٍ تَحْتَهُ إِكَافٌ، وَهُوَ مُعْتَرِضٌ عَلَيْهِ رِجْلاهُ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ فَلَمْ يَعْرِفُوهُ فَأَجَازُوهُ، فَلَقِيَهُمُ النَّاسُ فَقَالُوا لَهُمْ: أَيْنَ الأَمِيرُ؟ قَالُوا: هُوَ الَّذِي لَقِيتُمْ، قَالَ: فَرَكَضُوا فِي إِثْرِهِ فَأَدْرَكُوهُ وَفِي يَدِهِ رَغِيفٌ وَفِي الأُخْرَى عِرْقٌ وَهُوَ يَأْكُلُ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَى عَظِيمٍ مِنْهُمْ فَنَاوَلَهُ الْعِرْقَ وَالرَّغِيفَ، قَالَ: فَلَمَّا غَفِلَ أَلْقَاهُ أَوْ قَالَ أَعْطَاهُ خَادِمَهُ أَخْبَرَنَا ابْن بشران، قَالَ: أخبرنا الْحُسَيْن بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعد، قَالَ: حذيفة بْن اليمان بْن حسل، ويقال: حسيل بْن جابر العبسي، حليف بني عَبْد الأشهل، وابن أختهم الرباب بنت كعب بْن عدي بْن كعب بْن عَبْد الأشهل، ويكنى أبا عَبْد الله، وشهد أحدا وقتل أبوه يومئذ، وجاء نعي عثمان وهو بالمدائن، ومات بها سنة ست وثلاثين، اجتمع على ذلك مُحَمَّد بْن عُمَر، يَعْنِي: الواقدي، والهيثم بْن عدي.
أَخْبَرَنَا ابْن الفضل، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن درستويه، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بْن مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا سعد بْن أوس، عَنْ بلال بْن يَحْيَى، قَالَ: عاش حذيفة بعد قتل عثمان أربعين ليلة.