1203 - محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الواقدي المديني

1203 - محمد بنُ عُمر بن واقد، أبو عبد الله الواقدي المَدِينِيُّ سمع ابنَ أبي ذِئْب، ومَعْمَر بن راشد، ومالك بن أنس، ومحمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، ومحمد بن عَجْلان، وربيعة بن عُثمان، وابن جُرَيجْ، وأسامة بن زيد، وعبد الحميد بن جعفر، وسُفيان الثَّوري، وأبا مَعْشر، وجماعة سوى هؤلاء.

روى عنه كاتبُهُ محمد بنُ سعد، وأبو حسان الزِّيادي، ومحمد بن إسحاق الصَّاغاني، وأحمد بن الخليل البُرْجلاني، وعبد الله بن الحسن الهاشمي، وأحمد بن عُبيد بن ناصح، ومحمد بن شُجاع الثَّلْجي، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم.

قَدِمَ الواقديُّ بغداد، ووَلِيَ قضاءَ الجانب الشرقي منها، وهو ممن -[6]- طَبَّقَ شَرْقَ الأرض وغَرْبها ذِكْره، ولم يخف على أحدٍ عرفَ أخبارَ الناس أمرُه، وسارت الرُّكْبان بكُتبه في فنون العلم؛ من المغازي، والسِّيَر، والطبقات، وأخبار النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والأحداث التي كانت في وَقْته وبعد وفاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكُتب الفقه، واختلاف النَّاس في الحديث، وغير ذلك.

وكان جَوادًا كريمًا مَشْهورًا بالسَّخَاءِ.

أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن العَبَّاس الخَزَّاز، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن معروف، قَالَ: حَدَّثَنَا الحُسين بن فَهْم، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن سعد، وَأَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخَزَّاز، قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن العباس بن المغيرة، قَالَ: حَدَّثَنَا الحارث بن محمد، عن محمد بن سعد، ولفظ الحديث لابن فَهْم، قَالَ: محمد بن عمر بن واقد مولى عبد الله بن بُرَيْدة الأسلمي، كان من أهل المدينة، فَقَدِمَ بغداد في سنة ثمانين ومائة في دَيْنٍ لَحِقَهُ فلم يزل بها، وخرجَ إلى الشَّام والرَّقة، ثم رجع إلى بغداد، فلم يزل بها إلى أن قَدِمَ المأمون من خُراسان، فولاه القضاء بعسكر المهدي، فلم يزل قاضيا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة سبع ومئتين، ودُفن يوم الثلاثاء في مقابر الخَيْزران، وهو ابن ثمانٍ وسبعين سنةً.

وذكر أنهُ ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد.

وكان عالمًا بالمغازي واختلاف النَّاس وأحاديثهم.

أَخْبَرَنَا أبو الحسين أحمد بن عمر بن روح النَّهْرواني، والقاضي أبو -[7]- الطَّيِّب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطَّبَري، قالا: أَخْبَرَنَا المُعَافَى بن زكريا الجَرِيري.

وأَخْبَرَنَا سلامة بن الحُسين المقرئ، وعُمر بن محمد بن عُبيد الله المؤدب، قالا: أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ.

قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الأنباري، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عِكْرمة الضبي، قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بن محمد العَنْبَري، وفي حديث المعافَى: محمد بن يحيى العَنْبَري، قَالَ: قَالَ الواقدي: كنت حَنَّاطَّا بالمدينة في يدي مائة ألف دِرْهم للناس أضارب بها، فَتَلِفَتِ الدَّراهم، فشخصتُ إلى العراق، فقصدت يحيى بن خالد، فجلستُ في دهليزه، وأنستُ الخدمَ والحُجاب، وسألتهم أن يُوصلوني إليه، فَقَالُوا: إذا قُدِّمَ الطَّعامُ إليه لم يُحْجَب عنه أحدٌ، ونحن نُدْخلكَ عليه ذلك الوقت.

فلما حضر طعامه أدخلوني، فأجلسوني معه على المائدة، فسألني: مَن أنت وما قصتك؟ فأخبرته، فلما رُفِعَ الطعام وغسلنا أيدينا دنوت منه لأُقَبِّل رأسَهُ، فاشمأزَّ من ذلك، فلما صرتُ إلى الموضعِ الذي يُركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار، فَقَالَ: الوزيرُ يقرأ عليكَ السلامَ ويقول لك: استعن بهذا على أمرك وعد إلينا في غد، فأخذتُه وانصرفتُ، وعدتُ في اليوم الثَّاني، فجلستُ معه على المائدة، وأنشأ يسألني كما سألني في اليوم الأول.

فلما رُفع الطعام دنوتُ منه لأُقَبِّلَ رأسَه فاشمأزَّ منه، فلما صرتُ إلى الموضع الذي يُركب منه لحقني خادم معه كيسٌ فيه ألف دينار، فَقَالَ: الوزيرُ يقرأ عليكَ السلامَ ويَقُولُ: استعن بهذا على أمرك وعد إلينا في غد.

فأخذتُه وانصرفتُ، وعدتُ في اليوم الثالث، فأُعطيتُ مثلما أُعطيتُ في اليوم الأول والثاني، فلما كان في اليوم الرابع أُعطيت الكِيس كما أعطيتُ قبل ذلك، وتركني بعد ذلك أُقَبِّلُ رأسَه.

وَقَالَ: إِنَّمَا مَنعتُك ذلك لأَنَّهُ لم يكنْ وصلَ إليكَ من معروفِنَا ما يُوجب هذا، فالآن قد لحقكَ بعض النفع مني، يا غُلام أعطه الدار الفُلانية، -[8]- يا غلام افرشها الفرش الفُلاني، يا غُلام أعطه مائتي ألف درهم، يقضي دينه بمائة ألف، ويصلح شأنه بمائة ألف، ثم قَالَ لي: الزمني وكُن في داري.

فَقُلْتُ: أعزَّ الله الوزيرَ لو أَذِنْت لي بالشُّخوص إلى المدينة لأقضي للناس أموالهم، ثُمَّ أعود إلى حضرتك كان ذلك أرفق بي.

فقال: قد فعلتُ.

وأمرَ بتجهيزي، فشخصت إلى المدينة، فقضيت ديني، ثم رجعتُ إليه، فلم أزل في ناحيته.

واللفظ لحديث علي بن عُمر أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الحُسين العباس بن العباس بن المُغيرة الجَوْهري، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو جعفر الضُّبَعي، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن خَلاد، قَالَ: سمعت محمد بن سَلام الجُمَحي، يَقُولُ: محمد بن عمر الواقدي عالم دَهره.

أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل، قَالَ: سمعت إبراهيم الحَرْبي، يَقُولُ: الواقدي أمين النَّاس على أهل الإسلام.

وَقَالَ أبو أيوب: حَدَّثَنِي أبو محمد الطُّوسي، قَالَ: سمعتُ إبراهيم بن سعيد، يَقُولُ: سمُعْتُ المأمونَ، يَقُولُ: ما قدمتُ بغداد إلا لأكتبَ كُتُبَ الواقدي.

قَالَ أبو أيوب: وسمعت إبراهيم الحَرْبي، يَقُولُ: كان الواقدي أعلم النَّاس بأمر الإسلام، فأما الجاهلية فلم يعلم فيها شيئًا.

-[9]-

أَخْبَرَنِي أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عُمر الخلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قَالَ: سمِعْتُ أبي يَقُولُ: لما انتقل الواقدي من جانب الغربي إلى ههنا يُقَالُ: إنه حَمَلَ كُتُبَهُ على عشرينَ ومائةَ وِقْر.

حَدَّثَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبيد الله بن عثمان بن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو علي حامد بن محمد الهَرَوي، قَالَ: سمِعْتُ الحسن بن محمد المؤدِّب، يقول: سمعت يحيى بن أحمد بن عبد الله بن جَبَلة يحكي عن أبي حذافة، قَالَ: كان للواقدي ست مائة قِمَطْرَ كتب.

أَنْبَأَنَا محمد بن جعفر الوَرَّاق وأحمد بن محمد الكاتب، قالا: أَخْبَرَنَا مَخْلَد بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن جرير الطَّبري، قَالَ: قَالَ ابن سعد: كان الواقدي يَقُولُ: ما من أحدٍ إلا وكتبه أكثر من حِفْظِه، وحفظي أكثر من كُتُبِي أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الحُسين بن المُغيرة، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو جعفر أحمد بن محمد الضُّبَعِي، قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بن مُجَمِّع وهو الكلبي، قَالَ: سَمِعْتُ أبا عبد الله الواقدي، يَقُولُ: ما أَدْرَكْتُ رجلا من أبناء الصحابة، وأبناء الشُّهداء ولا مولى لهم إلا سَأَلْتُهُ: هل سمعتَ أحدًا من أهلك يُخْبِرُكَ عن مشهده وأين قُتِلَ؟ فإذا أَعْلَمَنِي مَضَيْتُ إلى الموضع فأُعَايِنُهُ، ولقد مضيتُ إلى المُرَيْسِيعِ فنظرتُ إليها، وما عَلِمْتُ غزاة إلا مَضَيْتُ إلى الموضع حتى أعاينه، أو نحو هذا الكلام.

قَالَ: فَحَدَّثَنِي بن مَنيع، قَالَ: سَمِعْتُ هارون الفَرْوي، يَقُولُ: رَأَيْتُ -[10]- الواقدي بمكة ومعه رَكْوَةٌ، فَقُلْتُ: أين تريد؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أن أَمْضِيَ إلى حُنين حتى أرى الموضع والوَقْعة قَالَ العباس: وَحَدَّثَنِي من أثق به، وهو أبو أيوب بن أبي يعقوب، قَالَ: سَأَلْتُ إبراهيم الحَرْبي، قُلْتُ له: أُرِيدُ أَكْتُبَ مسائل مالك، فأيما أعجب إليك مسائل ابن وَهْبٍ، أو ابن القاسم؟ فَقَالَ لِي: اكْتُبْ مسائلَ الواقدي، في الدنيا أحدٌ يَقُولُ: سَأَلْتُ الثَّوري وابن أبي ذئب ويعقوب؟ أراد أن مسائله أكثرها سؤال.

أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو أيوب سُليمان بن إسحاق بن الخليل، قَالَ: وَسَأَلْتُ إبراهيم الحَرْبي، قُلْتُ: أَرِيدُ أن أكتبَ مسائل مالك فأيُّ مسائل مالك ترى أن أكتبَ؟ قَالَ: مسائل الواقدي.

قُلْتُ له: أو ابن وَهْب؟ قَالَ: لا إلا الواقدي، ثُمَّ ابن وهب، في الدنيا إنسان يقول سَأَلْتُ مالكًا والثَّوري وابن أبي ذئب ويعقوب غيره أَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، قَالَ: سمعتُ إبراهيم الحربي، يَقُولُ: سمعتُ المُسَيَّبِي، يَقُولُ: رَأَيْنَا الواقدي يومًا جالسًا إلى أسطوانة في مسجد المدينة وهو يُدَرِّسُ، -[11]- فَقُلْنَا له: أي شيءٍ تُدَرِّسُ؟ فَقَالَ: جزء من " المغازي " وأَخْبَرَنَا الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو أيوب، قَالَ: سمِعْتُ إبراهيم الحربي، يَقُولُ: وَأَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البَرْمَكِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبيد الله بن محمد بن محمد بن حَمْدان العُكْبَري، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن أيوب بن المعافَى، قَالَ: قَالَ إبراهيم الحربي: وَسَمِعْتُ المُسَيَّبِي، يَقُولُ: قُلْنَا للواقدي: هذا الذي تَجْمَع الرجال، تَقُولُ: حَدَّثَنَا فلان وفلان وجِئْتُ بمتنٍ واحدٍ، لو حَدَّثْتَنَا بحديث كل رجلٍ على حدة.

قَالَ: يَطُولُ.

فَقُلْنَا له: قد رَضِينَا.

قَالَ: فَغَابَ عنَّا جُمُعة، ثمَّ جَاءَنَا بغزوة أحد عشرين جلدًا، وفي حديث البَرْمَكي: مائة جلدٍ، فَقُلْنَا له: رُدَّنَا إلى الأمر الأول.

معنى اللفظين متقارب وكان الواقدي مع ما ذَكَرْنَاهُ من سَعَة عِلْمه وكثرةِ حِفْظه، لا يَحْفَظُ القرآن، فَأَنْبَأَنِي الحُسين بن محمد بن جعفر الرَّافقي، قَالَ: أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن موسى البَرْبَرِي، قَالَ: قَالَ المأمون للواقدي: أَرِيدُ أن تصلى الجُمُعة غدًا بالنَّاس.

قَالَ: فَامْتَنَعَ.

قَالَ: لابد من ذلك، فَقَالَ: والله يا أمير المؤمنين، ما أَحْفَظُ سورةَ الجُمُعة.

قَالَ: -[12]- فأنا أُحَفِّظُكَ، قَالَ: فافعلْ.

قَالَ: فجَعَلَ المأمون يُلَقِّنُهُ سورةَ الجُمُعة حتَّى يَبْلُغَ النِّصف منها، فإذا حفظه ابتدا بالنِّصف الثَّاني، فإذا حفظ النِّصف الثَّاني نسي الأول، فأَتْعِبَ المأمون ونَعِسَ.

فَقَالَ لعلي بن صالح: حَفِّظْهُ أنت.

قَالَ علي: فَفَعَلْتُ.

ونام المأمون، فَجَعَلْتُ أُحَفِّظُهُ النصف الأول فيحفظه، فإذا حفظته النصف الثاني نسي الأول، وإذا حفظته النصف الأول نسي الثاني، فاستيقظ المأمون فقال لي: ما فعلت؟ فأخبرته.

فقال: هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل اذهب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت أَخْبَرَنَا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدى بالله الهاشمي، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل بن المأمون، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، قال: حَدَّثَنِي محمد بن المرزبان، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر القرشي، قال: حَدَّثَنَا المفضل بن غسان، عن أبيه، قَالَ: صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة، فقرأ: إن هذا لفي الصحف الأولى صحف عيسى وموسى أَخْبَرَنِي أحمد بن سليمان المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عمر، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: ومما ذكر لنا أن مالكا سئل عن قتل الساحرة، فقال: انظروا هل عند الواقدي من هذا شيء؟ فذاكروه ذلك فذكر شيئا عن الضحاك بن عثمان فذكروا أن مالكا قنع به.

قَالَ جدي: وما أدري ممن سمعت هذا غير أني قد سمعته

-[13]-

أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن المغيرة، قَالَ: حَدَّثَنَا الحارث بن محمد، قَالَ: حَدَّثَنِي رجل من أصحابنا، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن صالح، قَالَ الحارث: أو سمعته أنا من محمد بن صالح، قَالَ: سئل مالك بن أنس عن المراة التي سمت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر، ما فعل بها؟ فقال: ليس عندي بها علم، وسأسأل أهل العلم.

قَالَ: فلقي الواقدي، فقال: يا أبا عبد الله، ما فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمرأة التي سمته بخيبر؟، فقال: الذي عندنا أنه قتلها.

فقال مالك: قد سألت أهل العلم فأخبروني أنه قتلها قرأت على محمد بن علي بن يعقوب المعدل، عن يوسف بن إبراهيم السهمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو نعيم عبد الملك بن عدي الحافظ، قَالَ: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق الصاغاني، يقول: قَالَ يحيى بن أيوب المقابري: كنت عند محمد بن الحسن، فذكروا الواقدي محمد بن عمر، فذكره إنسان في مجلسه بشيء، فقال محمد بن الحسن: لو رأيت أبحاث سفيان الثوري له كنت لا تقول هذا فيه.

قَالَ أبو بكر الصاغاني: لقد كان الواقدي وكان، وذكر من فضله وما يحضر مجلسه من الناس من أصحاب الحديث مثل الشاذكوني وغيره، وحسن أحاديثه، ثم قَالَ أبو بكر: أما أنا فلا أحتشم أن أروى عنه حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبد الغني بن سعيد الحافظ، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو -[14]- إسحاق إبراهيم بن جابر الفقيه، قَالَ: سمعت الصاغاني، وذكر الواقدي، فقال: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه، أربعة أئمة: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عبيد، وأحسبه ذكر أبا خيثمة ورجلا آخر أَخْبَرَنِي أبو بكر البرقاني، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن أحمد الأدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن علي الإيادي، قَالَ: حَدَّثَنَا زكريا الساجي، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد الدقيقي، قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن يعيش، قَالَ: سمعت عمرو الناقد، قَالَ: قلت للدراوردي: ما تقول في الواقدي؟ قَالَ: تسألني عن الواقدي؟ سل الواقدي عني أَخْبَرَنِي أحمد بن سليمان المقرئ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد بن أبي الفرج، قَالَ: حَدَّثَنِي يعقوب مولى آل عبيد الله، قَالَ: سمعت الدراوردي، وذكر الواقدي، فقال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث قَالَ وحدثنا جدي، قَالَ: حَدَّثَنِي بعض أصحابنا ثقة، قَالَ: سمعت أبا عامر العقدي يسأل عن الواقدي، فقال: نحن نسأل عن الواقدي، إنما يُسأل الواقدي عنا، ما كان يفيدنا الشيوخ والأحاديث بالمدينة إلا الواقدي.

وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي مفضل، قَالَ: قَالَ الواقدي: لقد كانت ألواحي تضيع فأوتى بها من شهرتها بالمدينة، يقال: هذه ألواح ابن واقد.

-[15]-

أَخْبَرَنَا الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبد الغني بن سعيد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو طاهر محمد بن أحمد الذهلي، قَالَ: حَدَّثَنَا موسى بن هارون، قَالَ: سمعت مصعبا الزبيري يذكر الواقدي، فقال: والله ما رأينا مثله قط.

قَالَ مصعب: وَحَدَّثَنِي من سمع عبد الله، يعني ابن المبارك، يقول: كنت أقدم المدينة فما يفيدني ولا يدلني على الشيوخ إلا الواقدي.

أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا العباس بن العباس بن المغيرة، قَالَ: حَدَّثَنِي القاضي أبو عبد الله المقدمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو موسى، أظنه الزمن، قال: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان عن الحسن بن عمرو، عن غالب بن عباد، عن قيس بن حبتر النهشلي، عن عمر، في العمة والخالة، قَالَ أبو موسى: فقدم علينا مؤمل بن إسماعيل، فوجدناه في كتابه عن قيس بن حبة، فأنكرناه عليه، ثم قدم علينا بعد ذلك أبو أحمد الزبيري، فحدثنا به عن قيس بن جبير، فأنكرناه أيضا عليه، وقلنا له: إنما هو قيس بن حبتر فأنكر ذلك، وَقَالَ: نحن أعلم بهذا الحديث هو قيس بن جبير، قَالَ المقدمي: فسمعت الرمادي، يقول: لما حدث به أبو أحمد ومؤمل فخالفا عبد الرحمن بن مهدي، أتى أصحاب الحديث محمد بن عمر الواقدي، فقالوا: نساله عنه، لعله قد سمعه من الثوري، فإنه حافظ.

فقالوا: سلوه ولا تلقنوه.

فقالوا له: حديث رواه الثوري، عن الحسن بن عمرو، عن غالب، عن رجل، عن عمر في العمة والخالة، أتعرف الرجل من هو؟ فقال: قد سمعته من الثوري وهو رجل ليس بمشهور، فدعوني أتذكره لكم، فاستلقى على قفاه ثم قَالَ: هو عن قيس.

-[16]-

فقالوا: نعم، قيس ابن من؟ ففكر طويلا، فقال: قيس بن حبتر لا شك فيه

حَدَّثَنِي الصوري، قَالَ: أَخْبَرَنِي عبد الغني بن سعيد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر، قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن جابر، قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي، يقول: قَالَ الشاذكوني: كتبت ورقة من حديث الواقدي، وجعلت فيها حديثا عن مالك لم يروه إلا ابن مهدي عن مالك، ثم أتيت بها الواقدي فحدثني إلى أن بلغ إلى الحديث، قَالَ: فتركني ثم قام فدخل، ثم خرج فقال لي: هذا الحديث سأل عنه إنسان بغيض لمالك بن أنس فلم اكتبه، ثم حَدَّثَنِي به وقال إبراهيم بن جابر: حَدَّثَنِي علي بن المبارك، قَالَ: قَالَ علي ابن المديني: حدث ابن مهدي، يعني عن مالك، بحديث لم يحدث به غيره عنه، فكتبت ورقة من حديث الواقدي، وجعلت ذلك الحديث في وسط الأحاديث، ثم أتيت الواقدي بها، فقرا على حتى إذا بلغ إلى الحديث، قَالَ: فنظر إليَّ ثم نظر إلى الحديث، ثم قام فدخل، ثم خرج، فحدثني بالحديث، ثم قَالَ لي: كان إنسان أزرق بغيض سأل مالكا عن هذا الحديث، فمن بغضه لم أكتبه، فلما رايته في كتابك الساعة قمت وكتبته وحدثتك به.

قرأت على محمد بن الحسين القطان، عن دعلج بن أحمد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن علي الأبار، قَالَ: سألت مجاهدا يعني ابن موسى، عن -[17]- الواقدي، فقال: ما كتبت عن أحد أحفظ منه، لقد جاءه رجل من بعض هؤلاء الكتاب يسأله عن الرجل لا يستطيع أن يصلى قائما، فقال: اجلس، فجعل يملي، فقال لي أبو الأحوص الذي كان في البغويين: تعال فاسمع، فجعل يقول: حَدَّثَنَا فلان عن فلان يصلى قاعدا، يصلى على جنبه، يصلى بحاجبيه، فقال لي: سمعت من هذا شيئا؟ قلت: لا، قَالَ: وبلغني عن الشاذكوني أنه قَالَ: إما أن يكون أصدق الناس، وإما أن يكون اكذب الناس، وذلك أنه كتب عنه، فلما أراد أن يخرج جاء بالكتاب فسأله، فإذا هو لا يغير حرفا، وكان يعرف رأى سفيان ومالك، ما رأيت مثله أَخْبَرَنِي الأزهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بن إسحاق بن الخليل، قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي، يقول: سمعت مصعبا الزبيري، وسئل عن الواقدي، فقال: ثقة مأمون، وسئل المسيبي عنه، فقال: ثقة مأمون.

وسئل معن بن عيسى عنه، فقال أسأل أنا عن الواقدي؟ يسأل الواقدي عني! وسئل عنه أبو يحيى الأزهري، فقال: ثقة مأمون قَالَ: وسمعت إبراهيم، يقول: سألت ابن نمير، عن الواقدي، فقال: أما حديثه هنا فمستوي، وأما حديث أهل المدينة فهم أعلم به.

أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الله الأنماطي، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن المظفر، قَالَ: -[18]- حَدَّثَنَا أبو عيسى جبير بن محمد الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا جابر بن كردي، قَالَ: سمعت يزيد بن هارون، يقول: محمد بن عمر الواقدي ثقة أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر النيسابوري، قَالَ: سمعت الصاغاني غير مرة يقول: سمعت إبراهيم الأصبهاني، يقول: وَأَخْبَرَنِي عبيد الله بن أحمد الصيرفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن المظفر، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو بكر الصاغاني، قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن أورمة، قَالَ: قَالَ سمعت عباسا العنبري، يقول: الواقدي أحب إلى من عبد الرزاق.

حُدِّثت عن محمد بن عمران المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنِي مكرم بن أحمد، قَالَ: قَالَ إبراهيم الحربي سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، يقول: الواقدي ثقة.

قَالَ إبراهيم: وأما فقه أبي عبيد فمن كتب محمد بن عمر الواقدي، الاختلاف والاجتماع كان عنده

أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلاب، قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي، يقول: من قَالَ إن مسائل مالك وابن أبي ذئب توخذ عمن هو أوثق من الواقدي، فلا يصدق، لأنه يقول: سألت مالكا، وسألت ابن أبي ذئب

أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر المؤدب، قَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن عمر الخلال، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: -[19]- حَدَّثَنَا جدي، قَالَ: سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل، قَالَ: كنت عند ابن المبارك، وعنده أبو بدر فذكروا فوت الصلاتين بعرفة، فقال أبو بدر: يا أبا عبد الرحمن، في هذا حديث عن ابن عباس، والمسور بن مخرمة، فقال: عمن؟ فقال: ابن واقد، قَالَ: فسكت ابن المبارك وطأطأ رأسه، أو قَالَ: فصمت ولم يقل شيئا وَقَالَ جدي حَدَّثَنِي من سأل يحيى بن معين، عن الواقدي، وأبي البخترى، فقال: الواقدي أجودهما حديثا.

وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن محمد، قَالَ: قَالَ لي علي ابن المديني: قَالَ لي أحمد بن حنبل: أعطني ما كتبت عن ابن أبي يحيى، قَالَ: قلت وما تصنع به؟ قَالَ: أنظر فيها أعتبرها.

قَالَ: فنسخها، ثم قَالَ: اقرأها عليَّ، قَالَ: قلت وما تصنع به؟ قَالَ: انظر فيها.

قَالَ: قلت له أنا أحدث عن ابن أبي يحيى؟ قَالَ: قَالَ لي: وما عليك أنا أريد أن أعرفها وأعتبر بها.

قَالَ: فقال لي بعد ذلك أحمد: رأيت عند الواقدي أحاديث قد رواها عن قوم من حديث ابن أبي يحيى قلبها عليهم؛ وما كان عند على شيء يحتج به في الواقدي غير هذا، وقد كنت سألت عليا عن الواقدي، فما كان عنده شيء أكثر من هذا.

أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني، قَالَ: سمعت أبي، يقول: عند الواقدي عشرون ألف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015