(?) الاهتمام بإبراز المعاني المشتركة بين الشعراء:

وهو اهتمام أدى إلى تتبع السرقات، وسيكون من أكثر النواحي التي شغل بها النقاد على مر الزمن، ووسعوا فيها مجال القول، وتمحلوا لها الأسباب، ثم آل بهم الأمر إلى تصنيف السرقات في أنواع وضروب، وكان العكوف عليها يبرز مدى اطلاع الناقد أكثر مما يبرز إيمان ذلك الناقد بان الأخذ قد تم على النحو الذي يقرره، وسوف نقف عندها وقفات طويلة أو قصيرة ثم ندرس فيها طبيعة الظاهرة العامة. ومن صور الاهتمام بها في القرن الثالث: كتاب سرقات الشعراء وما اتفقوا عليه لابن السكيت (- 243) وكتاب إغارة كثير على الشعراء للزبير بن بكار (- 256) وكتاب سرقات البحتري من أبي تمام وكتاب سرقات الشعراء لأحمد بن أبي طاهر طيفور (- 280) (?) . ولو سألنا أنفسنا ما هي الحاجة التي دفعت إلى هذا اللون من الاهتمام في ذلك القرن لوجدنا أن الانشغال بقضية المعنى، تلك التي أثارها الجو الاعتزالي العقلي، ذو صلة وثيقة بتوجيه النقاد حينئذ إلى رصد المعاني المشتركة بين الشعراء واخذ اللاحق بينهم من السابق، يستوي في ذلك القدماء والمحدثون.

(?) النقد الضمني:

كادت الشكوى أن تكون عامة من ان شعر المحدثين لا يجد الناقد الذي يبرزه للناس ويقربه إليهم. وأنه لم ينل حظ الشعر القديم الذي شغل به الرواة والعلماء وذللوه على مر الزمن (?) . ولما كنا نقل الشعر يقوم على الرواية عن الشيوخ تعامى العلماء الشعر المحدث لأنهم " لم يجدوا في شعر المحدثين منذ عهد بشار أئمة كأئمتهم ولا رواة كرواتهم " (?) ولذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015