الصولي في ابن العرابي " وكذلك فعل في النوادر (يعني كتاب النوادر) جاء فيها بكثير من أشعار المحدثين ولعله لو علم بذلك ما فعله " (?) . وينقل المرزباني عمن روى عن ابن الأعرابي قوله في شعر المحدثين عامة: " إنما أشعار هؤلاء المحدثين - مثل أبي نواس وغيره - مثل الريحان يشم يوماً ويذوي فيرمى به، وأشعار القدماء مثل المسك والعنبر كلما حركته أزداد طيباً " (?) .
الجو مهيأ لظهور الناقد
كان الجو إذن مهيأ للناقد الذي تتكافئ لديه صفتا القدم والحداثة، ويهيديه ذوقه إلى الجيد في كل منهما، فلا يتحيز لإحداهما على الأخرى، فهل وجد هذا الناقد؟ ذلك ما نريد أن نتبينه عند دراسة المحاولات النقدية في القرن الثالث.