ولقد حميت الحي تحمل شكتي ... فرط وشاحي إذ غدوت لجامها فقال أبو العباس: هذا حسن، ولكن يعدل عنه إلى قول لبيد (الأول) ؛
وقال آخر: قول الهذلي:
ولو أنني استودعته الشمس لارتقت ... إليه المنايا عينها ورسولها قال أبو العباس: هذا بديع، وأبدع منه في استعارة لطيفة الاسبيداع قول الحصين بن الحمام المري لأنه جمع الاستعارة والمقابلة في قوله:
نطاردهم نستودع البيض هامهم ... ويستودعون السمهري المقوما فقال بعضنا: بل قول ذي الرمة:
أقامت به حتى ذوي العود في الثرى ... ولف الثريا في ملاءته الفجر فقال أبو العباس: هذا لعمري نهاية الخيرة، وذو الرمة أبدع الناس استعارة، إلا أن الصواب " حتى ذوي العود والثرى - بواو النسق - لان العود لا يذوي ما دام في الثرى " (?) ؟؟ وهكذا استمر حضور ذلك المجلس يوردون استعارة بعد أخرى وابن المعتز في كل تعليقاته ينبئ عن ذوق فني دقيق في الحكم على أنواعها، وهو أمر يشير إلى الوجهة الفنية التي حفزت ابن المعتز إلى تأليف كتاب في البديع.