حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِرًا، وَكَانَ بَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشِ كَلَامٌ حَتَّى اشْتَدَّ بَيْنَهُمَا، وَاجْتَمَعَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَبَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَنَادَى: غَلَبَنِي عَلَى قَوْمِي مَنْ لَا قَوْمَ لَهُ، أَمَ وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ ثُمَّ خَرَجَ يَسْعَى، ثُمَّ ذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1] ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكَ يَا عُمَرُ، كَأَنَّكَ مُغْضَبٌ؟» فَقَالَ: لَا، إِلَّا أَنَّ هَذَا الْمُنَافِقَ يُنَادِي: غَلَبَنِي عَلَى قَوْمِي مَنْ لَا قَوْمَ لَهُ، لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ