الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَسِيفٌ إِذَا نَزَلَ الْقَوْمُ انْطَلَقَ يُخَنِّسُ لِفَرَسِهِ، فَانْطَلَقَ الْعَسِيفُ فَوَجَدَهُمَا يَقْتَتِلَانِ قَالَ: وَظَهَرَ عَلَيْهِ جَهْجَاهُ، فَاسْتَصْرَخَ ابْنُ وَبَرَةَ بِقَوْمِهِ حَتَّى نَادَوْا: يَا أَبَا الْحُبَابِ، لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَقَدْ أَخَذَ بِيَدِ الرَّجُلَيْنِ، فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَلَمْ يَرَ إِلَّا قَوْمَهُ فَقَالَ: هَنِيئًا لَكُمْ يَا آلَ الْأَوْسِ، ضَمَمْتُمْ إِلَيْكُمْ سُرَّاقَ الْحَجِيجِ مِنْ مُزَيْنَةَ وَغِفَارٍ، يَأْكُلُونَ ثِمَارَكُمْ وَيَقْهَرُونَكُمْ فِي دِيَارِكُمْ، أَمَ وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، وَلَنُمْسِكَنَّ بِأَيْدِينَا عَنْ أَثْمَارِنَا حَتَّى يَجُوعُوا فَيَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِ صَاحِبِهِمْ قَالَ: فَرَجَعَ عَسِيفُ عُمَرَ وَلَمْ يُخَنِّسْ لِفَرَسِهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا شَأْنُكَ لَمْ تُخَنِّسْ لِفَرَسِي؟ قَالَ: الْعَجَبُ، مَرَرْتُ بِجَهْجَاهَ وَابْنَ وَبَرَةَ يَقْتَتِلَانِ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ جَهْجَاهُ، فَاسْتَصْرَخَ ابْنُ وَبَرَةَ بِقَوْمِهِ، فَجَاءَ ابْنُ أُبَيٍّ وَقَدْ أَخَذَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَلَمْ يَرَ إِلَّا قَوْمَهُ فَقَالَ: هَنِيئًا لَكُمْ يَا آلَ الْأَوْسِ، ضَمَمْتُمْ إِلَيْكُمْ سُرَّاقَ الْمُخَيَّمِ مِنْ مُزَيْنَةَ وَغِفَارٍ، يَأْكُلُونَ ثِمَارَكُمْ وَيَقْهَرُونَكُمْ فِي دِيَارِكُمْ، أَمَ وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، وَلَنُمْسِكَنَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015