هَكَذَا، فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَنْتَنْتَنِي فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: أَلِحِمَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ هَذَا؟ فَوَاللَّهِ لَهُوَ أَطْيَبُ عِرْضًا مِنْكَ قَالَ: أَلِي تَقُولُ هَذَا يَا ابْنَ رَوَاحَةَ؟ فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ، وَمِنْ أَبِيكَ. فَلَمْ يَزَلِ الْأَمْرُ بَيْنَهُمَا حَتَّى جَاءَتْ عَشِيرَةُ هَذَا وَعَشِيرَةُ هَذَا، فَكَانَ بَيْنَهُمْ وَحْيٌ بِاللِّطَامِ وَالنِّعَالِ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ حَتَّى نَزَلَتْ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} [الحجرات: 9] إِلَى قَوْلِهِ: {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9] ، فَلَمَّا نَزَلَتْ عَرَفُوا أَنَّهَا الْهَاجِرَةُ فَكَفُّوا، وَأَقْبَلَ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَكَانَ مِنْ رَهْطِ ابْنِ رَوَاحَةَ، مُتَقَلِّدَ السَّيْفِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْقَوْمِ وَقَدْ تَحَاجَزُوا قَالَ: أَيْنَ أُبَيٌّ يَا ابْنَ أَبِي سَعْدٍ، أَعَلَيَّ تَحْمِلُ السَّيْفَ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْتُكُمْ قَبْلَ الصُّلْحِ لَضَرَبْتُكَ بِهِ "