بْنَ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ فَلْيَقْتُلْهُ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَكَتَ، وَتَحَدَّثَ أَهْلُ عَسْكَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلِمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَفَاضُوا فِيهَا، فَأَذَّنَ مَكَانَهُ بِالرَّحِيلِ وَلَمْ يَتَقَارَّ فِي مَنْزِلِهِ، وَلَمْ يَكُنْ إِلَّا أَنْ نَزَلَ فَارْتَحَلَ، فَلَمَّا اسْتَقَلَّ النَّاسُ قَالُوا: مَا شَأْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَقَارَّ فِي مَنْزِلِهِ، لَقَدْ جَاءَهُ خَبَرٌ، لَعَلَّهُ أُغِيرَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَمَا فِيهَا، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ابْنِ أُبَيٍّ فَسَأَلَهُ عَمَّا تَكَلَّمَ بِهِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ مَا قَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ كَانَ سَبَقَ مِنْكَ قَوْلُ شَيْءٍ فَتُبْ» ، فَجَحَدَ وَحَلَفَ، فَوَقَعَ رِجَالٌ بِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَقَالُوا: أَسَأْتَ بِابْنِ عَمِّكَ وَظَلَمْتَهُ، وَلَمْ يُصَدِّقْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَسِيرُونَ رَأَوَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوحَى إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى اللَّهُ قَضَاءَهُ فِي مَوْطِنِهِ وَسُرِّيَ عَنْهُ نَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ فَعَصَرَهَا حَتَّى اسْتَشْرَفَ الْقَوْمُ بِفِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَدْرُونَ مَا شَأْنُهُ فَقَالَ: «أَبْشِرْ؛ فَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ» ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ سُورَةَ الْمُنَافِقِينَ حَتَّى بَلَغَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي ابْنِ أُبَيٍّ {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون: 7] إِلَى قَوْلِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015