الْكَلْبِيِّ قَالَ: قَالَتْ رَيْطَةُ مَوْلَاةُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: بَعَثَنِي أُسَامَةُ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ: قُولِي: لَوْ أَنَّ عِنْدِيَ أَدِلَّاءَ مِنْ قَوْمِي لَكَانَتْ كِرَامًا، فَإِنْ أَحْبَبْتَ نَقَبْنَا لَكَ الدَّارَ , وَخَرَجْتَ حَتَّى تَلْحَقَ بِمَأْمَنِكَ حَتَّى يُقَاتِلَ مَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ حِينَ آذَاهُ أَهْلُ مَكَّةَ، خَرَجَ عَنْهُمْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ لَهُ. فَقَالَ: «مَا كُنْتُ لِأَدَعَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجِوَارِهِ وَقَبْرِهِ» . فَرَجَعْتُ فَأَخْبَرْتُ أُسَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا , ثُمَّ قَالَ: ارْجِعِي إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِرِسَالَتِي , فَإِنِّي لَا أَظُنُّ الْقَوْمَ إِلَّا قَاتِلِيهِ. قَالَتْ: فَجِئْتُ فَدَخَلْتُ الدَّارَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ بَطْنَهُ بِرِجْلِهِ , وَلَقَدْ رَأَيْتُهُمُ انْتَهَبُوا مَتَاعَهُ حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَأْخُذُونَ الْمِرْآةَ وَنَحْوَهَا. فَبَكَى سَعْدٌ الْقَرَظُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ