حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَشَكَوْا إِلَيْهِ سَعْدًا حَتَّى قَالُوا: مَا يُحْسِنُ يُصَلِّي، فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَا أَنَا وَاللَّهِ فَقَدْ كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، وَكَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ قَالَ: فَأَرْسَلَ بِهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْكُوفَةِ فَطِيفَ بِهِ فِي مَسَاجِدِهَا، فَيَقُولُونَ فِيهِ خَيْرًا وَيُثْنُونَ خَيْرًا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَجْلِسِ بَنِي عَبْسٍ وَفِيهِ رَجُلٌ يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ كَانَ لَا يَنْفِرُ فِي السَّرِيَّةِ، وَلَا يَعْدِلُ -[817]- فِي الْقَضِيَّةِ، وَلَا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا فَأَطِلْ عُمُرَهُ وَأَشِدَّ فِقْرَهُ، وَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَاعْرِضْ عَلَيْهِ الْفِتَنَ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ كَبِيرًا فَقِيرًا ذَاهِبَ الْبَصَرِ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا سَعْدَةَ؟ فَيَقُولُ: كَبِيرٌ فَقِيرٌ مَفْتُونٌ أُجِيبَتْ فِيَّ دَعْوَةُ سَعْدٍ "