كَانَ يُرِيغُ أَنْ يَجْعَلَ أَجْوَدَ الْأَثْوَابِ لِمُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، وَكَانَتْ خَالَتُهُ تَحْتَ زَيْدٍ، فَأَنْكَرَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمَّا يَصْنَعُ أَوْ تَمَثَّلَ بِشِعْرِ عُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ:
[البحر الطويل]
أَسَرَّكَ لَمَّا صَرَّعَ الْقَوْمُ نَشْوَةً ... أَنِ أَخْرُجْ مِنْهَا سَالِمًا غَيْرَ غَانِمِ
خَلِيًّا كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ كُنْتُ فِيهِمْ ... وَلَيْسَ الْخِدَاعُ مُرْتَضًى فِي التَّنَادُمِ
ثُمَّ أَلْقَى عَلَى الْأَثْوَابِ ثَوْبًا وَقَالَ لِلْفِتْيَةِ: لِيُدْخِلْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ يَدَهُ، فَيَأْخُذْ ثَوْبًا، فَفَعَلُوا، فَوَقَعَ الثَّوْبُ لِمُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ. وَبَقِيَّةُ الْأَبْيَاتِ:
وَلَسْنَا بِشَرْبٍ أُمَّ عَمْرٍو إِذَا انْتَشَوْا ... ثِيَابَ النَّدَامَى بَيْنَهُمْ كَالْغَنَائِمِ
وَلَكِنَّنَا يَا أُمَّ عَمْرٍو نَدِيمُنَا ... بِمَنْزِلَةِ الدَّيَّانِ لَيْسَ بِغَارِمِ "