الباب السادس: من قضايا الفكر الديني الجاهلي

نظرات تحليلية في نشأة الديانة الوثنية

...

نظرات تحليلية في نشأة الديانة الوثنية:

زعم بعض المستشرقين: أن لفظة "الدين"؛ من أصل أعجمي وأنها من الألفاظ المعربة؛ وأصلها فارسي، هو: "دينا عز وجلaena"، وقد دخلت في العربية قبل الإسلام بمدة طويلة.

وترد لفظة "دين" بمعنى: الحشر في الإرمية والعبرانية كذلك، وهي: "دينو" في الإرمية، وتقابل لفظة "عز وجلaino" الإرمية لفظة الديان في العربية، وهي بمعنى: القاضي في هذه اللغة، وتعني: لفظة "دين" القضاء في اللغة البابلية، و"ديان" الحاكم والمجازي، والقاضي في لغة بني إرم؛ وهي: بهذا المعنى في العربية أيضا.

والدين في تعريف علماء اللغة: العادة، والشأن؛ تقول العرب: ما زال ذلك ديني وديدني؛ أي: عادتي.

والدين: بمعنى الطاعة والتعبد، وقد ورد في الحديث: كان على دين قومه.

أي: كان على ما بقي فيهم من إرث إبراهيم من الحج والنكاح، والميراث. وجاء: كانت قريش، ومن دان بدينهم؛ أي اتبعهم في دينهم، ووافقهم عليه، واتخذ دينهم له دينا وعبادة.

ومن دين: الديان بمعنى الحاكم، والقهار، ومن ذلك: مخاطبة الأعشى الجرمازي الرسول بقوله:

يا سيد الناس وديان العرب

والديان: من أسماء الله تعالى.

وقد وردت: هذه اللفظة في المعنى المفهوم منها في الإسلام، في بيت شعر ينسب إلى امية بن أبي الصلت، وهو:

كل دين يوم القيامة عند الـ ... ـله إلا دين الحنيفة زور1

ووردت بهذا المعنى أيضا في النصوص الثمودية؛ ووردت في نص سجله رجل من قول ثمود، توسل فيه إلى الإله "ود" أن يحفظ له دينه، ووردت في نص آخر جاء فيه: بدين "ود أمت" أي: بدين ود أموت. فاللفظة إذن من الألفاظ العربية الواردة في النصوص الثمودية؛ وقد يعثر عليها في نصوص جاهلية، مدونة بلهجات عربية أخرى2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015