بنيت لك كنيسة لم بينِ مثلها أحد قط، ولست تاركا العرب حتى أصرف حجهم عن بيتهم الذي يحجون إليه، فبلغ ذلك بعض نسأة الشهور، فبعث رجلين من قومه وأمرهما أن يخرجا حتى يتغوطا فيها، ففعلا، فلما بلغه ذلك غضب وقال: من اجترأ على هذا1، فقيل: بعض أهل الكعبة، فغضب وخرج إلى الحبشة فكان من أمره ما كان.
اللات: بيت لثقيف بالطائف كانوا يعظمونه مثل تعظيم الكعبة.
كعبة نجران: وكان لبني الحارث كعبة بنجران يعظمونها؛ وهي التي ذكرها الأعشى في قوله:
وكعبة نجران حتم عليـ ... ـك حتى تناخي بأبوابها
وقد زعموا أنها لم تكن كعبة عبادة ولكن كانت غرفة لأولئك القوم الذين ذكرهم.
رئام2: كان لحمير بصنعاء يعظمونه ويتقربون عنده بالذبائح، وكانوا فيما يذكرون: يكلمون منه، فلما انصرف تُبَّع من مسيره الذي سار فيه إلى العراق قدم معه الحبران اللذان صحباه من المدينة فأمراه بهدم رئام، فقال: ما شأنكما به؟ فهدماه وتهود تبع وأهل اليمن، ثم لم يسمع بذكر رئام ولا نسر في شيء من الأشعار ولا الأسماء.
بيت الحوراء: وكان رجل من جهينة يقال له: "عبد الدار بن حديب" قال لقومه: هلم نبني بيتا -بأرض في بلدهم يقال لها الحوراء- نضاهي به الكعبة ونعظمه؛ حتى نستميل به كثيرا من العرب، فأعظموا ذلك وأبوا عليه.