الأمر الأول: إيداع إسماعيل وأمه في جوار البيت.

الأمر الثاني: بناؤه هو وإسماعيل البيت الحرام.

كانت مكة وهي المدينة الرئيسية بالحجاز والتي اشتق اسمها من كلمة "محراب" بلغة أهل سبأ1 تضم ما لا يقل عن ثلاثمائة وثن تُرضِي كل ذوق.

أي أوجدت كل قبيلة وكل أسرة بل كل محراب مستقل طقوس دينه ومادة عبادته كما عمدت إلى تغييرها، ولكن الأمة العربية في كل عصر خضعت لدين مكة كما أحنت الرأس أمام لهجتها.

ويرجع تاريخ الكعبة حقًّا إلى ما قبل العصر المسيحي، وقد لاحظ المؤرخ اليوناني "ديودوروس" في وصفه لشاطئ البحر الأحمر أن هناك معبدًا شهيرًا يقع بين أرض ثمود وأرض سبأ ييجله العرب؛ لما له من قدسية سامية.

وجدير بالذكر أن الكسوة المصنوعة من التيل أو الحرير كان أول من قدمها ملك تقي من ملوك حمير عاش قبل زمن محمد بسبعمائة سنة2.

وتعتبر مكة من البلاد القديمة قدم بيتها، وكان اليونانيون يعرفون مكة ويطلقون عليها "ماكواريا" يقول جيبون: وهذا يدل على عظمة هذه البلدة3.

ويبدو أن اسم مكة4 لم يكن معروفا قبله، وذلك يظهر من قول إبراهيم حكاية عنه في قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015