و"انحدرا إبرام إلى مصر للتغرب هناك"1 وانتقل إبراهيم إلى أرض الجنوب وسكن بين قادش وأشور في جرار2 ... ولما اشترى إبراهيم مغارة المكفيلة من الحيثيين في حبرون قال لهم: "أنا غريب ونزيل عندكم، أعطوني ملك قبر معكم لأدفن ميتي"3، ومثل ذلك ورد في التوراة فيما يخص إسحاق ويعقوب: "وسكن يعقوب في أرض غربة أبيه كنعان4" وجاء يعقوب إلى إسحاق أبيه في حبرون؛ حيث تغرب إبراهيم وإسحاق5، "تصرخ وتقول أمام الرب إلهك: أراميا تائها كان أبي فانحدر إلى مصر وتغرب هناك"، وهكذا فلا يمكن أن تكون كلمة "تغرب" بمعنى اتجه نحو الغرب؛ لأن ورود كلمة "أرض الغربة" تنفي هذا الاحتمال.
ثانيًا: إن أنباء إسرائيل الاثني عشر ولدوا كلهم باعتراف التوراة في فران آرام منطقة حران6 حيث مكث يعقوب المسمى إسرائيل عشرين سنة7، ويعني ذلك أن مولدهم ونشأتهم كانا خارج فلسطين، وهؤلاء هم بنو إسرائيل الذين ورد ذكرهم في التوراة.
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا} 8، "قرآن كريم".
يتضح مما تقدم أن تسمية إبراهيم "إبراهيم الخليل" بالعبرانى كما في التوراة كان يراد بها معنى "العبريين"؛ أي القبائل البدوية العربية، والقبائل الآرامية التي