ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولا، وأنزل عليَّ كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا".

قالوا يا محمد: فإن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضناه عليك فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلدا، ولا أقل ماء ولا أشد عيشا منا، فسل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به، فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا؛ ليبسط لنا بلادنا، وليفجر لنا فيها أنهارا كأنهار الشام، والعراق1.

فقال لهم رسول الله: "ما بهذا بعثت إليكم، إنما جئتمكم من الله بما بعثني به، وقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم، فإن تقبلوه: فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وأن تردوه عليَّ: أصبرْ لأمر الله حتى يحكم بيني وبينكم"، وقد حكى القرآن ذلك2.

قالوا: فإذا لم تفعل هذا لنا: فخذ لنفسك3، سل ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015