وهي التي تعرف باسم السبعينية1 قد وضعت على مراحل متتالية من أجل هذا الهيكل المحلي.

أما "كاليجولا" الذي نودي به إمبراطورا في 38 ق. م فقد زينت له أوهامه أنه فوق البشر فطالب رعاياه بتأليهه وإقامة تماثيله في مختلف المعابد، ولعله قد تأثر في حداثة بفكرة تأليه الملوك الأحياء وهي فكرة كانت شائعة في ممالك الشرق الهلينستي ولا سيما في مصر، ولكنها كانت غريبة على الرومان فلم تلق بينهم رواجًا كبيرًا.

رفض اليهود الامتثال لأمر الإمبراطور الخاص بإقامة تماثيله في جميع المعابد، ولم يكن من المعقول أن يقبل اليهود تدنيس معابدهم بتماثيل البشر مهما جلَّ قدرهم وهم يؤمنون بإله واحد، فاقتحم الإسكندريون معابدهم ونصبوا فيها تماثيل كاليجولا بالقوة فلما قاومهم اليهود اتهموهم بعدم الولاء للإمبراطور.

وكان من البدهي ألا يسكت اليهود على ما أصابهم من هوان تجاوز حد الاحتمال في تلك الفتنة.

ففي شتاء 38/ 39/ 40 على الأرجح أوفد اليهود إلى رومة سفارة من خمسة أعضاء على رأسهم "فيلون"، وأوفد الإسكندريون سفارة مثلها على رأسها "أبيون"؛ لكي يعرض كل من الفريقين قضيته على الإمبراطور، وشاء حظ اليهود التعس أن يتلقى كاليجولا وقتئذ نبأ تدمير الجالية اليهودية لمعبد إقامه الإغريق في بلدة "بامنيا" على ساحل فلسطين، فتثور ثائرته ويبعث إلى بترونيوس حاكم سورية يطالبه بصنع تمثال له وتنصيبه في معبد اليهود الكبير بأورشليم.

وقد تضمنت مطالب اليهود -فيما يبدو- حرية العبادة وفقا للشريعة الموسوية وتحديد وضع جاليتهم في المدينة أو بالأحرى اكتساب حقوق المواطنة السكندرية، وقد صدموا عندما ابتدرهم كاليجولا بأنهم قوم كفرة لا يؤمنون بألوهيته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015