1- فالبتراء: من الدويلات المهمة التي قامت في العصر السلوقي وأهلها من الأنباط "من العرب المتكلمين باللغة الآرامية"، وازدهرت طوال ثلاثة قرون من القرن الثاني ق. م. إلى القرن الثاني الميلادي، وفي القرن نفسه ضمها الامبراطور الروماني تراجان1 إلى الامبراطورية، وظلت إلى أواخر القرن الرابع وهي المدينة الرئيسية على طريق القوافل تربط بين جنوب الجزيرة الذي ينتج التوابل ومراكز البيع في الشمال.
وكانت تسيطر على الطرق المؤدية إلى مرفأ غزة في الغرب وإلى بصرى ودمشق في الشمال وإلى آيلة "إيلات" على البحر الأحمر وإلى الخليج الفارسي عبر الصحراء.
وكانت تستبدل فيها الجمال النشطة بجمال القوافل.
واستطاع الحارث الثالث العربي النبطي2: أن يدخل مملكته ضمن المحور التام للحضارة الهلينستية: وكسب بذلك لقب محب الهلينية.
وبدأت البتراء -وهي جزء من الولاية الغربية الرومانية- تتخذ مظاهر هلينستية نموذجية. يقول فيليب حتى: كانت حضارة الأنباط عربية في لغتها، آرامية في كتابتها، سامية في ديانتها، يونانية ورومانية في فنها وهندستها المعمارية، وهي لذلك