أما الشمال والشمال الغربي، فقد تميز أيضاً بوجود العديد من البربر المستقرين.
وكانت جليقية Galicia واستورقة، صلى الله عليه وسلمstorga، وشرطانية Cerretania غربي جبال ألبرت من أهم أماكن الاستقرار (?). وكان القائد منوسة، الذي رافق طارق بن زياد، قد استقر في مدينة خيخون Gijon في الأشتوريش صلى الله عليه وسلمsturias. ثم أصبح فيما بعد حاكماً على شرطانية، ومسؤولاً عن كل المنطقة التي تمتد من جبال ألبرت إلى المحيط الأطلسي (?). ومما يؤسف له عدم توفر المعلومات الكافية عن البربر المستقرين في هذه الأماكن النائية، باستثناء ما جاء في المصادر من أن عددهم كان كبيراً. ومع هذا فهناك دراسات لأسماء المواقع الجغرافية في المنطقة التي تحمل أسماء قبائل بربرية، ويمكن أن نستنتج من هذه الدراسات بعض المعلومات عن استقرار البربر في هذه الأماكن (?). ومن الجدير بالذكر أن معظم البربر الساكنين في هذه المنطقة تحولوا فيما بعد إلى الجنوب، أو عبروا إلى شمال أفريقيا، بسبب الصراع الداخلي، وازدياد وتنامي قوة المسيحيين في الشمال الغربي، بالإضافة إلى ظروف طبيعية أخرى تتعلق بتعرض هذه المناطق إلى الجفاف الشديد، مما أدى إلى حصول مجاعة وصلت ذروتها عام 136/ 753. فنزح معظم البربر إلى مناطق أخرى، وعبروا من وادي البرباط رضي الله عنهarbate في كورة شذونة إلى شمال أفريقيا (?).