القوطية، ووصل إلى نيمس Nimes، وأخذ رهائن من أهلها وأرسلهم إلى برشلونة، القاعدة الإسلامية في شمال شرق الأندلس. ومن هذا المكان سار المسلمون حتى أدركوا نهر رودنة، وصعدوا مع النهر إلى نهر الساؤون، ومن ثم توغلوا في إقليم برغندية وفتحوا مدينة أوتون صلى الله عليه وسلمutun في 22 آب 725 م/ ربيع الثاني 107 هـ (?). ويذكر بعض المؤرخين أن حملة عنبسة استمرت في سيرها حتى وصلت إلى مدينة أوزة Uzes، وفيفيه Viviers وفالانس Valence وليون، وماسون Macon، وشالون Chalon. ومن هناك تفرعت إلى فرعين، سار الأول نحو ديجون عز وجلijon وبيز رضي الله عنهeze ولانجر Langres، واتجه الثاني إلى أوتون مرة أخرى، ولم يقف تيار هذه الحملة إلا قرب بلدة سانس Sens، على بعد ثلاثين كيلومتراً إلى الجنوب من باريس، وذلك بسبب تصدي أسقف سانس للمسلمين ووقفه لتقدمهم (?).

وقد عاد عنبسة ومن معه من الجند، وذلك بعد أن وصلته أنباء بحدوث بعض القلاقل في البلاد. ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى الأندلس، فقد هاجمته في طريق العودة جموع كبيرة من الفرنج، فاستشهد نتيجة للمعركة التي حدثت بين الطرفين في شعبان 107 هـ/ كانون الأول 725 م. فقام القائد عذرة بن عبد الله الفهري -وتسميه المصادر المسيحية Hodera أو Hodeyra (?) - بقيادة الجيش والعودة به إلى قواعده.

وهو الذي خلف عنبسة على ولاية الأندلس.

ويبدو أن حملة عنبسة لم تكن ترمي إلى الفتح المنظم الثابت، والدليل على هذا أنه لم يضع الحاميات في بعض المدن التي افتتحها، ولم يعمل على استقرار المسلمين في هذه المدن. وهذا يشير إلى أن حملته لم تكن سوى حملة سريعة بعيدة المدى، قصد منها الاستطلاع والتعرف إلى البلاد تمهيداً لفتوحات لاحقة. "ولو استقر عنبسة في ليون مثلاً"، كما يقول أحد المؤرخين المحدثين، "أو في أحد مراكز غالة الوسطى لكان في إمكاننا أن نقرر أنه فتح جنوبي غالة ووسطها، أما وقد عاد أدراجه بعد أن سار نحو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015