عياش بن شراحيل " دخل الأندلس وقدم بالسفن منها إلى إفريقية سنة مئة " (?).

وعندما أراد بلج بن بشر القشيري العبور إلى الأندلس، ورفض واليها ذلك صنع بلج قوارب ركبها أتباعه، فهاجموا دار الصناعة بالجزيرة الخضراء، وأخذوا ما فيها من المراكب والسلاح فرجعوا بها إليه، وبعد ذلك استخدمها في عملية العبور إلى الأندلس، كما هو معروف (?).

وخلال عصر الولاة، عندما قررت جيوش الفرنجة استرجاع مدينة أربونة عام 120 هـ، وكان عاملها عبد الرحمن بن علقمة القائد المشهور، فلما وصلت هذه الأنباء إلى والي الأندلس عقبة بن الحجاج السلولي أرسل جيشاً بحرياً لنجدتها بقيادة عامر بن الليث (?). وقدم هذا الجيش عن طريق البحر نظراً لوجود قبائل البشكنس والقبائل الجبلية الأخرى على طول جبال البرتات والتي تكون حائلاً أو خطراً على الجيش الأندلسي الذاهب إلى فرنسا (?). فلما عرف جيش الفرنجة بقدوم هذا الجيش هاجموه بغتة وقتلوا القائد وانهزم بعض المسلمين إلى أربونة، والبعض الآخر ركبوا سفنهم وقد تعقبتهم بعض مراكب الفرنجة وأصابوا الكثير منهم (?). وعلى الرغم من أن الأسطول الأندلسي لم يكن قوياً في هذا العصر، حيث ظهر الاهتمام به في عصر الإمارة، فمن المؤكد أن مدن برشلونة وطركونة البحرية قد ساهمت في إرسال سفن النجدة لفك حصار أربونة، هذا إذا علمنا أن مثل هذه المدن كان يكمن عندها المسلمون عند " طلب الفرصة في الغزو " (?).

وأدرك الوالي يوسف الفهري (129 - 138 هـ) خطورة وضع المسلمين في أربونة المحاصرة من قبل الجيوش الفرنسية، فأرسل جيشاً بقيادة ابنه عبد الرحمن لضبط المدينة وما يليها (?). فلم يوفق هذا الجيش في مهمته وذلك بسبب المقاومة الشديدة التي أبدتها القبائل الإسبانية على طول جبال البرتات (?)، ويبدو أن المسلمين لم يستخدموا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015