الوطن والأهل (?). واشتهر الشاعر ابن حزمون (توفي عام 614 هـ) بشعر الهجاء حتى وصف بأنه: بذيء اللسان (?). وهناك بعض الشعراء الذين تميزوا بالهجاء السياسي أمثال (أبي عبد الله محمد بن الصفار القرطبي توفي عام 639 هـ) فالبرغم من كونه أعمى مشوَّهاً، هجا المستنصر الموحدي، وتخفى في مدن المغرب من خطره (?).

وبرز في الأندلس خلال هذا العصر شعراء الزهد ويمثلهم أبو عمران موسى بن عمر المارتلي الإشبيلي (?). وكذلك أبو جعفر بن الوكيل (توفي عام 551 هـ)، ومن شعره:

أسير الخطايا عند بابك واقف ... له عن طريق الحق قلب مخالف

قديماً عصى عمداً وجهلاً وعزة ... ولم ينهه قلب من الله خائف (?)

وضمن هذا الفن ظهرت القصائد النبوية الطويلة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعداد معجزاته، والتشوق إلى زيارة ضريحه وإلى غير ذلك، ومن أشهر شعراء هذا الفن ابن الجنان (توفي عام 640 هـ) والشاعر علي بن إبراهيم الأنصاري (توفي عام 571 هـ)، والشاعرة أم السعد بنت عصام الحميري المعروفة بـ (سعدونة) توفيت (عام 640 هـ) (?).

ويعتبر العصر الموحدي في الأندلس عصر بزوغ الشعر الصوفي ونضوجه، وأحسن من يمثله محيي الدين بن عربي (توفي عام 638 هـ) المار ذكره (?).

وبرز في الأندلس خلال العصر الموحدي، ونتيجة استرداد الإسبان لمعظم المدن الأندلسية، وما لحق أهلها من الأذى والضرر، نوع من الشعر يسمى رثاء المدن، مع الصريخ إلى نجدتها، وأحسن من مثل ذلك عالمنا الشهير ابن الآبار بقصيدته السينية المشهورة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015