عام 524 هـ. وقد أسس محمد بن تومرت دعوة على أساس ديني قوامها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أساس قبلي وهو الصراع بين القبائل البربرية قبيلة لمتونة (المرابطين)، وقبيلة هرغة من مصمودة (الموحدين). واتخذ محمد بن تومرت حصن (تينملل) مقراً له ولدعوته، وحاولت القوات المرابطية في هذه المرحلة السيطرة على هذا الحصن ففشلت (?).

الثانية:

مرحلة عبد المؤمن بن علي 524 - 543 هـ والتي توجت بسقوط دولة المرابطين، وقيام دولة الموحدين، وذلك من خلال معارك دامية يطول شرحها (?).

وفي الأندلس منيت الفوات المرابطية بهزائم متكررة أمام القوات الإسبانية، واستطاعت الممالك الإسبانية استرداد أهم المدن والقواعد الأندلسية تباعاً، كما وضحنا ذلك. إضافة إلى قيام بعض حركات التمرد ضدهم والتي عرفت باسم حركات المريدين وبخاصة في الجنوب الغربي من الأندلس، ومثل هذه الحركات، وبأهداف مختلفة قامت في شرقي الأندلس، وفي وسط وجنوب الأندلس. ويتبين لنا من خلال دراسة هذه الحركات التي قامت بين الأعوام 539 - 541 هـ، وهي سنة عبور الموحدين إلى الأندلس، أن أكثر ثوار الأندلس ضد المرابطين هم من الفقهاء والقضاة وأعلام الأدب، وهذا يعود إلى المركز والنفوذ اللذين تمتعوا بهما في ظل دولة المرابطين، حتى تركزت فيهم عناصر الزعامة المحلية، فلما بدأ سلطان المرابطين بالأفول كما ذكرنا، قام هؤلاء الفقهاء والعلماء بحركاتهم من أجل استرداد سلطانهم القومي، إلا أن معظم هذه الحركات تم القضاء عليها إما بواسطة القوات المرابطية الموجودة في ولاية الأندلس، أو بانضواء قادتها تحت لواء الدولة الموحدية (?).

أ - عبور الموحدين إلى الأندلس:

كان أول جيش أرسله الموحدون إلى الأندلس في عام 541 هـ وذلك من أجل إزالة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015