إليه جيوش أمراء الطوائف (?). شددت القوات الإسلامية الحصار على هذا الحصن لمدة أربعة أشهر، وقد أعيتها مناعة الحصن وحلول فصل الشتاء، فانسحبت هذه القوات صوب مدينة لورقة (?). وخلال هذه الفترة استعان الإسبان المحاصرون في الحصن بملكهم ألفونسو السادس الذي أنجدهم مسرعاً وخلصهم من الخطر بعد أن دك أسوار الحصن، وانسحب صوب طليطلة لا يلوي على شيء، لأنه كان يخشى أن تتكرر هزيمة الزلاقة (?).
تخلصت القوات الإسلامية من خطر حصن الييط دون الدخول في معركة حاسمة، ورجع يوسف بن تاشفين إلى المغرب بعد أن ترك حاميات مرابطية بالأندلس تتصدى لهجمات الإسبان وبخاصة في الشرق. وكان من نتائج عبور أمير المرابطين إلى الأندلس اكتشاف الخلافات العميقة بين ملوك الطوائف، التي توحدها ظاهرياً مخاطر الإسبان، إلا أنه سرعان ما تعود هذه الخلافات من جديد، بالإضافة إلى التعاون السري بين بعض ملوك الطوائف وألفونسو السادس ملك قشتالة. فكان على يوسف بن تاشفين أن ينسحب من ميدان المعركة ويترك الأندلس فريسة للإسبان، أو أن يعتمد على نفسه وقواته فقط لمواصلة الجهاد، ويتطلب هذا الأمر خلع ملوك الطوائف (?).
2 - خلع ملوك الطوائف وتوحيد الأندلس تحت سيادة المرابطين:
قرر أمير المرابطين يوسف بن تاشفين خلع أمراء الطوائف، والاعتماد على نفسه في مواجهة خطر الإسبان، وقد دفعه إلى هذا العمل عدة أمور:
أ - الخلافات الشديدة والمنازعات بين ملوك الطوائف، وقد فشلت جميع جهود يوسف بن تاشفين في إزالة هذه الخلافات (?).
ب - الموقف الحرج الذي أحاط بالقوات المرابطية الموجودة في بلد الأندلس، حيث قطع ملوك الطوائف الميرة والتموين عن هذه القوات، فأحرج مركزها، فساء هذا