إجراءاته ضد اليهود (?). ولكن هناك من يعتقد بصحة هذه الحادثة، ويعدها حقيقة تاريخية، بل اعتقد بعضهم أن اليهود المقصودين بالتآمر من خارج البلاد هم من شمال أفريقيا. ومن البربر بالذات (?). كما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك -ربما بسبب تعاون اليهود فيما بعد مع المسلمين زمن الفتح- فذكروا بأن اليهود كانوا يتآمرون من أجل تسليم إسبانيا إلى العرب (?). وبطبيعة الحال، لا يمكن تصديق مثل هذا الافتراض، لأن العرب في ذلك الوقت كانوا بعيدين عن إسبانيا، وكانت فتوحاتهم مركزة في المناطق المجاورة للقيروان.

إن عدم التكافل الاجتماعي الذي كان يسود في دولة القوط الغربيين، والتضييق الذي لحق باليهود، والظروف التعيسة التي كان يعيش في ظلها العبيد والعديد من أفراد الطبقة العامة، أدت إلى تفكك المجتمع وانهياره. يضاف إلى ذلك أن حالة العصيان والمؤامرات المستمرة التي كان يقوم بها النبلاء من أجل الوصول إلى العرش، أو الانسلاخ عن المملكة والحصول على الاستقلال، أنهكت البلاد، وأوصلتها إلى حالة يرثى لها من التردي والضعف. ولقد حدث قبل الفتح العربي الإسلامي لإسبانيا بسنة واحدة تقريباً، أقوى وأقسى تنافس على السلطة في البلاد، مما زاد في حالة الضعف والتفكك، وسهل أمر القضاء على دولة القوط الغربيين.

عصر الملك غيطشة وتفرق كلمة القوط:

ابتدأت الأزمة منذ أيام الملك غيطشة Witiza (702 - 710 م)، الذي حاول أن يصلح الأمور ويخفف من التأثير السيء الذي تركه أبوه أخيكا، فمال إلى إنصاف الناس من استبداد نبلاء القوط، وأحب في آخر أيامه أن يرفع القيود عن اليهود، فكرهه النبلاء ورجال الدين، الذين أبعدهم عن نفسه، وحرمهم من بعض امتيازاتهم، وفرق شملهم. فأخذ النبلاء يثورون عليه في نواحي البلاد المختلفة، وتآمر عليه أهله، واستطاعت زوجته أن ترغمه على تعيين ابنه الصبي وقله (أخيلا صلى الله عليه وسلمchila) حاكماً على طركونة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015