للخليفة الراحل، وإنما وجدوا في ذلك ضماناً أكيداً لمراكزهم السلطوية (?)، في الدولة.

في حين نجد اتجاهاً آخر يتزعمه كبار رجال الصقالبة كفائق وجؤذر يميلون إلى تنحية هشام المؤيد وتولية أحد أمراء البيت الأموي مكانه، ووقع اختيارهم على شخصية جديرة بهذا المنصب معروفة بقدراتها الفذة هو الأمير المغيرة بن عبد الرحمن الناصر أخي الحكم المستنصر. ومن باب المحافظة على وحدة البلاد وعدم تفريق الكلمة، خصوصاً وأن الصقالبة يمتلكون قوة كبيرة في القصر الخلافي قد تستخدم في الإنقلاب على الخليفة الجديد، فقد اتخذ مجلس الوصاية إجراءً وقائياً سريعاً تم خلاله قتل المغيرة بن عبد الرحمن (?)، وتفريق أنصاره، ولم يجد الصقالبة بُداً من الطاعة والتظاهر بالرضا، وهم في الحقيقة يعدون لمؤامرة تعيد هيبتهم في البلاد ومع كشف أول خيوط هذه المؤامرة بدأ المصحفي يتحوط من غدرهم، فوضع زعمائهم تحت المراقبة الشديدة وسرح أعداداً كبيرة من الخدمة وألحقهم بخدمة محمد بن أبي عامر (?)، وأمر الباقين بالدخول والخروج من القصر من باب عامة الناس، بعد أن أغلق الباب المخصص لدخول الصقالبة وخروجهم (?). وتمت تصفية بعض العناصر الخطرة (?)، ونفي آخرون إلى مناطق خارج العاصمة قرطبة (?).

وبهذه الإجراءات أمِن المصحفي وابن أبي عامر شر هذه القوة التي كانت ولسنوات عديدة صاحبة الكلمة النافذة والنفوذ الواسع في الدولة، وقد قوبل هذا العمل بارتياح من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015