الصنهاجي قائد الفاطميين على قبائل زناتة وفرق شملهم منتقماً بذلك لمقتل والده (?)، فسارع الأدارسة وزعيمهم يومئذ الحسن بن كنون إلى نقض بيعة الخليفة الحكم المستنصر والاعتراف بالوضع الجديد (?)، وأمام هذا التحول الخطير وحفاظاً على نفوذ الأمويين في المغرب، قرر الحكم إرسال قواته إلى المغرب في شوال من سنة 361 هـ، وتمكنت تلك القوات من تشتيت جيش الحسن بن كنون الذي فر جنوباً باتجاه ثغر أصيلا (?)، ولكنه ما لبث أن تمكن من تجميع فلول جيشه في السنة التالية وأعاد الكرة بهجوم مقابل عنيف مزق به قوات الأندلس وأجبرها على الإنسحاب والاعتصام بمدينة سبتة (?)، وعلى الرغم من محاولات الحسن بن كنون لاسترضاء الخليفة المستنصر بعد انتصاره هذا، وتبرير أسباب انقلابه على الدولة الأموية ووعوده بالولاء والطاعة، إلا أن قرار الحكم كان نهائياً باجتثاث معاقل الأدارسة، فحينما كلف القائد غالب بن عبد الرحمن بقيادة القوات وأمره بالتوجه إلى المغرب خيره بين أحد الأمرين بقوله: سر سير من لا إذن له في الرجوع حياً إلا منصوراً، أو ميتاً فمعذوراً وابسط يدك في الإنفاق، فإن أردت نظمت لك الطريق بيننا قنطار مال (?).
وقد حقق القائد غالب بن عبد الرحمن رغبة الحكم وتمكن من قوات الحسن بن كنون في مواقع عديدة ثم حاصره في قلعة حجر النسر وأجبره على الاستسلام دون شروط سنة 363 هـ واقتاده إلى قرطبة مع جماعة من الأمراء الأدارسة (?). وبهذا الإجراء أعاد الحكم نفوذ الدولة الأموية في هذه المناطق من بلاد المغرب وهي مناطق ذات أهمية كبيرة لأمن الأندلس.
وتعرضت الأندلس في عهد الحكم المستنصر إلى هجمات السفن النورماندية