الفَصْلُ الثَّانِي
الأخطار الخارجية الأندلس والممالك الإسبانية الشمالية:
أفادت الممالك الإسبانية الشمالية من حالة انفراط عرى الوحدة الوطنية في الأندلس، وتوغلت مسافات بعيدة في عمق الأراضي العربية وفي مناطق عديدة وعلى طول خط الحدود الذي يجمع بينها وبين الدولة العربية، وقد كانت مملكلة ليون (جليقية) حاملة لواء القضاء على السيادة العربية في الأندلس تجمعها ومملكة نبرة (بلاد البشكنس) عرى التحالف المستمر والهدف المشترك -وإن اختلفت المصالح والأطماع لكل منهما- واستغلال شتى الظروف للعبث بأمن الأندلس.
وفي بداية عصر عبد الرحمن الناصر أغارت قوات اردونيو الثاني ملك ليون على مدينة يابره، وتمكنت قواته من دخول المدينة سنة 301 هـ بعد أن لاقت مقاومة عنيفة من قبل حاميتها التي فضل رجالها الاستشهاد دفاعاً عنها ولم ينج منهم إلا العشرات انسحبوا عنها إلى مدينة باجة بعد استشهاد عاملها مروان بن عبد الملك (?)، وترك الغزاة المدينة بعد اجتياحها ونهبها وتخريبها، قاصدين القضاء على تفكير العرب بالعودة مرة أخرى إلى إعمار وسكنى هذه المدينة، خاصة وأنهم كانوا عاجزين عن تزويد منطقة بعيدة كهذه بالطاقات البشرية التي تؤمن لهم استمرار السيطرة عليها والدفاع عنها. وعلى الرغم من استمرار خراب المدينة لمدة تزيد على السنة فإن الحياة ما لبثت أن عادت إليها وعمرها العرب بالطاقات البشرية، وأعادوا بناء ما خربه الغزاة (?).
وفي سنة 303 هـ عاود اردونيو سياسته العدوانية فهاجم غرب الأندلس مستهدفاً