واحدة مع اختلاف في اللهجة، وفي بعض الضمائر، كما هي شبيهة باللغة العربية الشمالية، وقد اقتبسوا الهجائية الفينيقية لكتابتها. وقد اتضح من الدراسات التي أجريت حول آلهتهم أن أسماءها تشبه أسماء آلهة البابليين، وأبرزها الإله "ود" لكن المعلومات عنها لا تزال قليلة لا تخول المؤرخ أن يكوِّن فكرة واضحة عنها.
لقد ازدهرت المملكة في الجوف، لكنها سرعان ما بسطت سيطرتها على كل بلاد العرب الجنوبية بما فيها حضرموت وقتبان، وامتد نفوذها حتى شواطئ البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي وبحر عمان بحيث شمل كل شبه الجزيرة العربية، وامتد إلى الشمال الغربي منها حتى حوض الفرات الأسفل بدليل أن عدة كتابات معينية ظهرت فيها؛ ولذلك يعتقد الباحثون أن الإمارات الصغيرة التي كانت تحكم هناك كانت تتبع الدولة المعينية. لكن الدولة لم تكن -على ما يظهر- دولة حرب بل دولة تجارة، شأنها كشأن الدولة الفينيقية، إذ كانت طرقها التجارية تخترق أواسط شبه جزيرة العرب، كما كانت مستعمراتها تنتشر شمالا إلى أعالي الحجاز بدليل ما عثر عليه من النقوش المعينية في "العلا" قرب وادي القرى، وفي الصفا وحوران وغيرها.
غير أن سيطرتها على أراضي قتبان وحضرموت في الجنوب قرب البحر كانت تختلف بحسب الظروف، ففي أوقات كان لهذه المناطق أمراؤها أو ملوكها الذين يحكمون مستقلين، وأحيانا كانوا يخضعون لحكم معين. وتدل نتائج بحوث المستشرقين على أن حكومات المدن التي كانت تتبع لمعين، على طريقة النظام اللامركزي، قد انتهزت الضعف الذي حل بملوكها منذ القرن الثالث قبل الميلاد، فأخذت تقوي نفسها وتستقل في جميع شئونها. وقد استنتج "غلازر" من أحد النقوش أن جيرانها السبئيين الذين كانوا يقيمون في الجهات الغربية قد شنوا عليها حروبًا متصلة، وظلوا يبتلعون منطقة تلو أخرى من أراضيها حتى أسقطوها، وقامت على أنقاضها دولة سبأ في عام 650 أو 630 ق. م.
التي استقطبت جميع المدن المستقلة التي كانت تتبع لمعين1.
ولكن قبل الحديث عن سبأ لا بد من إلقاء نظرة على "قتبان" و"حضرموت"