يقول النسابون: إن العرب العاربة هم من أبناء قحطان الذي ورد اسمه في سفر التكوين من التوراة بلفظ "يقطان". ويتفق معظمهم مع ما جاء في التوراة من تسلسل نسبه حتى سام بن نوح، ولا ينكر مدونو الأنساب العرب كون النسابين قد استقوا هذه المعلومات من روايات أهل الكتاب. على أن بعض الأخباريين يذكرون لقحطان نسبًا آخر، فيحشرون اسم النبي هود أو إسماعيل بن إبراهيم بين أسلافه. ويظهر أن القصد من هذا حرص الأخباريين اليمنيين على ربط نسبهم بالأنبياء لترجيح كفتهم على كفة منافسيهم العدنانيين أو لموازنتها على الأقل.
أما اسم قحطان فلم يعرف له معنًى ولا دلالة، أهو اسم علم يطلق على إحدى القبائل العربية؟ أم أنه يؤدي معنى من المعاني تمييزًا لقبيلة عن أخرى، أم أنه كان في الأصل اسم قبيلة من القبائل ثم عم إطلاقه على مجموعة من القبائل خضعت للقبيلة الأولى؟ أم أنه اسم أرض جرى بمرور الزمن إطلاقه على ساكنيها؟ والواقع أنه ليس من الممكن الآن -وعلى ضوء ما يملكه العلماء من وثائق غير كافية- الإجابة عن هذه الأسئلة إجابة علمية صحيحة. كما أنه لا يستطاع التأكيد بأن الانتساب إلى قحطان كان معروفًا عند الجاهليين، لا سيما وأن القرآن الكريم لم يشر إلى شيء من ذلك، كما لم تشر إليه الكتابات الجاهلية. ومع أن اسمه قد ورد في الشعر الجاهلي القريب في باب الفخر والحماسة، غير أن الشك في أمره لم يبارح أذهان الباحثين بدعوى أن شعر الهجاء والحماسة من أوهن الركائز التي يستطيع المؤرخ الاعتماد عليها؛ لما يحتمل أن يكون قد تسرب إليه من شعر موضوع استوجبته طبيعة الخصومة بين المضرية الشمالية والقحطانية اليمنية، وخضوعه إلى حد ما لتأثيرات سياسية1.