التي تقول: إن موطن الساميين الأول هو إفريقيا، مع اختلاف بين العلماء في تحديد المكان الذي كان مهدًا لنشوئهم، والطريق الذي سلكته هجرتهم إلى شبه جزيرة العرب والهلال الخصيب1. ويعتمد أصحاب هذه النظرية في دعمها على دراسات فيزيولوجية مثل تكوين الجماجم، بالإضافة إلى البحوث اللغوية. ويزعم العالم "جيرلند" أن الساميين والحاميين من سلالة واحدة، ومن دوحة تفرعت منها جملة فروع. واعتمد "نولدكه" على التشابه الكبير بين اللغة السامية واللغة الحامية: المصرية القديمة والحبشية ولغة عرب الجنوب، وعلى اشتراك الأحباش وعرب الجنوب في عبادة الإله "ألمقة". كما اعتمد آخرون في دعم النظرية إلى ما جاء به "دارون" من كون الإنسان الأول قد نشأ في إفريقيا، ومنها انتشر البشر إلى الجوار2.
غير أن ما ادعاه أصحاب النظرية من تشابه بين اللغات السامية والحامية "لغة عرب الجنوب والمصرية القديمة والحبشية" واشتراك عرب الجنوب مع الأحباش في عبادة الإله "ألمقة" إله سبأ الأعظم لا يكون حجة قاطعة للتسليم بصحتها، لا بل يبدو عليها الضعف ظاهرًا؛ ذلك أنها تستند على دراسات لم يكتب لها النضح بعد، ولا تقوم على أسس علمية متينة. ويمكن الرد عليها بكون التشابه بين اللغة المصرية القديمة وبقية اللغات السامية ربما يعود إلى تأثير شعب الهكسوس في المصريين، وهم قوم ساميون غزوا مصر واستقروا في