وعدم القدرة على إعالة الأولاد، أو الحرص على صيانة العرض، وخشية أن يلحق القبيلة عار من فعل السبي.

وعلى كل حال لم يكن الوأد شاملًا، بل اقتصر على بعض الأوساط المتردية ماديًّا واجتماعيًّا، ولا سيما في سني القحط والمجاعات، وفي البوادي القاحلة. ويروى أنه قد اقتصر على بعض الحالات، في بعض بطون قبيلتي تميم وأسد1، كحالة ولادة مولود مشوه، أو إذا كان الوالد فقيرا، أو كثير العيال، أو كان مع فقره مئناثًا، وفوق ذلك لا يستطيع الدفاع عن حريمه لضعفه.

ومع ذلك كان هناك ما يحد من هذه العادة السيئة، كإقدام ذوي الشهامة والمروءة على تبني أولاد ليسوا من صلبهم، يجعلون لهم مثلما لأولادهم من حقوق، وإنقاذ المجتمع من عادة الوأد بتسقط الأخبار عمن يقدم على وأد بناته، فيفتدونهن من آبائهن. فالشاعر الفرزدق كان يفتخر بأن جده غالب بن صعصعة، كان يعرف في الجاهلية أنه محيي الموءودات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015