البرق "مفردها: بُرْقة":
أما البرق فقد عرفها ابن منظور -صاحب لسان العرب المحيط- بأنها "الأرض الغليظة المختلطة بحجارة ورمل, فإذا اتسعت البرقة فهي الأبرق" ونقل عن الأصمعي قوله: "الأبرق والبرقاء: غلظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة وكذلك البرقة, والجمع: برق"1. ويظهر أن المقام فيها كان يطيب للعرب لما تحوي من عناصر النبات.
وبرق ديار العرب تنوف على المائة ذكر بعضها في شعر الجاهليين وغيرهم، كبرقة ثهمد التي وردت في شعر طرفة بن العبد2، وبرقة أحواذ التي وردت في شعر ابن مقبل3. وقد أورد الألوسي أسماء كثير منها4. على أن شبه الجزيرة تحوي عدا ذلك واحات كثيرة العدد تتوفر فيها شروط الحياة المستقرة، أهمها واحة المدينة التي يتوفر فيها الماء فتكثر فيها الزروع، وواحة مكة، وواحة العلا، وواحة فدك، وواحة الحسا، وواحة بيشة، ومساحة بعض هذه الواحات كبيرة تصل إلى بضع مئات من الكيلومترات المربعة, وتشتمل على عدة قرى ومدن.