وقد ذكر ياقوت الحموي أن في إحدى قراها المسماة "منفوحة" قبر الشاعر العربي "الأعشى"، ومن مدن اليمامة القديمة "سدوس" التي عثر فيها الباحثون على آثار تاريخية كثيرة, كما عثروا على مثلها في مكان يسمى "الفأو" على مسافة 120كم من شرقي "نجران" قريبًا من وادي الدواسر. ويطلق اليوم على هذا المكان اسم "القرية" وهي على رأي الدكتور جواد علي "قرية بني سدوس بن ذهل بن ثعلبة" كما سميت في الكتب العربية القديمة.
وتبدو أهمية هذا المكان من كون اسمه "القرية" قد أطلق على اليمامة بأسرها، ومن كون الكتابة العربية التي عثر عليها فيها، والتي تعود إلى ما قبل الإسلام، هي أول كتابة بلهجة حميرية يعثر عليها في هذه الجهات، وإلى جانبها مقابر وأدوات وقطع فخارية ظهر من فحصها أنها تعود إلى السبئيين، مما يقيم الدليل على أن هذا الموقع إنما هو بقايا مدينة قديمة كانت تتحكم في الطريق الذي كانت تسلكه القوافل التجارية المتنقلة بين اليمن والخليج العربي والعراق عن طريق نجران. ومنطقة اليمامة على العموم -وفي القلب منها تقع مدينة الرياض, العاصمة السعودية اليوم- لا تزال غنية بموارد المياه من عيون وآبار وماء جارٍ، بالرغم من عوامل الجفاف التي حلت بها منذ القديم. ومن أوديتها وادي "العرض" ووادي "حنيفة" اللذان يخترقانها، وفيها من المرتفعات ما تخرج منه عيون ومياه مثل "جبل شهوان". ومن المناطق الخصبة التي تكثر فيها المياه والسيوح الجارية والجداول منطقة "الأفلاج" وقد ذكر الهمداني من سيوحها "الرقادي" و"الأطلس"1.
وفي نجد بصورة عامة مساحات سهلية واسعة وخصبة كمناطق السدير والخرج، حيث تكثر المياه الجوفية القريبة من سطح الأرض. وقرب الخرج والأفلاج بحيرتان تربط الروايات العربية بينهما وبين الشاعر العربي امرئ القيس. وتعتبر منطقة الخرج من أغنى المناطق الزراعية في المملكة العربية السعودية حاليا, لا سيما وأنها تستقي من نهر جوفي جارٍ قريبًا من سطح الأرض تستعمل فيه الروافع البخارية. وقد ذكرت الروايات القديمة أن اليمامة أكثر نخيلًا من بلاد الحجاز.