مكة، فينشئ حياضًا من الجلد، توضع في فناء الكعبة، تنقل المياه إليها بالقرب من آبار مكة، وكان العديد منها قد حفر في عهد قصي1، وعهد عبد شمس2، إلى أن حفر عبد المطلب بئر زمزم. أما الماء فكان يحلى بنقيع الزبيب؛ ليستطيع الحجاج شربه لما كان فيه من غلظة. ويروى أنه كان لعبد المطلب إبل كثيرة كان يحلبها ويمزج حليبها بالعسل في حوض من أدم ويقدمه للحجاج, كما كان يشتري الزبيب فينبذه بماء زمزم، ويسقيه الحاج؛ لأنه يكسر غلظ مائها. ولما أصبحت السقاية للعباس بن عبد المطلب -وقد دامت له حتى فتح الرسول مكة- استمر على ذلك، وكان له كرم في الطائف يحمل زبيبه إليها، فينبذه في الماء لسقاية الحاج3.