أماكنها إلى 4000م كما في قمة النبي شعيب على بعد 50كم جنوب غربي صنعاء، الأمر الذي جعل مناخ المناطق الجبلية في اليمن لطيفًا معتدلًا في الصيف. وتهب على المنطقة من جهة الجنوب الغربي الرياح شبه الموسمية التي تأتيها بالأمطار الصيفية؛ ولذا تعتبر اليمن أخصب أماكن شبه الجزيرة، وأكثرها زراعة وأشجارا وثمارا، مما دعا اليونان قديما إلى تسميتها باسم "العربية السعيدة صلى الله عليه وسلمrabia Felix" كما سماها بعض العرب القدماء "بلاد العرب الخضراء"1. وقد تكون تسميتها "اليمن" آتية من اليُمن "بضم الياء" بمعنى الرخاء أو لوقوعها على يمين الكعبة إذا وقف الإنسان فيها متجها نحو مشرق الشمس. وإذا كانت اليوم تعاني الجدب والفقر فما ذلك إلا لإهمال استثمارها نتيجةً للتخلف.

وفي الجهة الشرقية من هذه المنطقة الجبلية العالية تقع الهضبة الصحراوية اليمنية، ولا يزيد متوسط ارتفاعها عن 1000م، وهي ممتدة في الجهة الداخلية بشكل نجدي تحزه وديان عريضة وطويلة غير عميقة -بعكس المنطقة السابقة- من أهمها وادي بيحان ووادي نجران اللذان يتجهان نحو الداخل، ويعتبران الآن من الأودية الجافة الميتة كغيرهما من وديان شبه الجزيرة، إنما يعطي وجودهما دليلا على أن شبه الجزيرة كانت في القديم مطيرة. ومما نشاهد في هذه الهضبة أطلال مدن الحضارة اليمنية القديمة منتشرة بكثرة في مختلف جهاتها، مثل مأرب ومعين وشبوة ولا سيما أطلال سد مأرب الشهير. والمنطقة كانت قديما غنية ومأهولة بالسكان، وبخاصة وادي حضرموت الذي يخترق الهضبة ويسير في الاتجاه الشرقي الجنوبي حتى يصب في بحر العرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015