كانت ديانة عرب الجنوب أرقى من ديانة عرب الشمال، ولو أن الديانتين وثنيتان؛ ذلك أن مجتمع الجنوب كان عريقا في حضارته، ولهذا نجد فيه شعائرَ وطقوسًا ثابتة، وله معابد وهياكل منتشرة في كل مكان مأهول، مما لا نجد له مثيلًا لدى عرب الشمال سوى الكعبة.
وفي بحث ديانة عرب الجنوب كان الاعتماد على الآثار والكتابات المكتشفة أكثر من الاعتماد على كتب المؤرخين العرب. وقد ذكرت النقوش أسماء معابد كثيرة إلى جانب أكثر من مائة إله، بعضها كان يعبد في جميع أرجاء البلاد، وبعضها كان من الآلهة المحلية.
كان لليمنيين هياكل فيها رموز لآلهتهم يحملون إليها ربح تجارتهم، فيحتجز سدنتها ثلث الأموال التي يحملها التجار إليهم، ويتركون الباقي لأصحابها. هذا عدا ما يقدمه الأهالي من ضحايا وهدايا وبخور للآلهة في شكل قرابين؛ كي تبارك أعمالهم وتمنحم الصحة والبركة.