ومن القصور التي أقيمت على غرار ناعط محفد "مدر" المؤلف من أربعة عشر قصرًا كلها غنية بالأعمدة السامقة، وهي غاية في الفخامة والجمال. وهذه القصور والمحافد أشبه بقلاع يقيم فيها الأذواء والأقيال، تحتوي على هياكل وعلى تماثيل للآلهة.

كان اليمنيون ماهرين في فن البناء ونحت الحجارة, ويستدل من آثارهم الباقية أنهم عرفوا العقد المدبب الذي يستند على أعمدة باسقة. وقد بنى اليمنيون بالإضافة إلى القصور السدود والحصون والمعابد والحياض وخزانات المياه، وأكثروا من بناء الهياكل، إذ احتوت بعض مدنهم 60 هيكلًا، وبعضها الآخر 65 هيكلًا. ولم تكن عنايتهم بالإكثار من السدود والخزانات بأقل من ذلك، ولا تزال كثير من الخزانات والأحواض التي بنوها لخزن المياه مستعملة حتى الآن, على أن أهم أثر تركوه هو سد مأرب العظيم الذي تكلمنا عنه.

وكانوا يزينون مبانيهم بنقوش كتابية، أو برسوم تمثل بعض الحيوانات، مثل رءوس الثيران والسباع والظباء وغيرها، أو بزخارف من أغصان وأوراق الشجر والأزهار، أو ببعض الأشكال الهندسية الجميلة، وأحيانا كانوا ينقشون على الواجهات مشاهد من الحياة العادية كحراثة الأرض أو غير ذلك من أعمال الزراعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015