خمارويه بن احمد يحب لقاءه، ووعده عنه بما يحب، فخرج راغب من حلب ماضيا الى مصر في خمسه غلمان له، وانفذ خادمه مكنونا مع الجيش الذى كان معه وأمواله وسلاحه الى طرسوس فكتب طغج الى محمد بن موسى الاعرج يعلمه انه قد انفذ راغبا، وان كل ما معه من مال وسلاح وغلمان مع غلامه مكنون، وقد صار الى طرسوس، وانه ينبغى له ان يقبض عليه ساعه يدخل وعلى ما معه فلما دخل مكنون طرسوس وثب به الاعرج، فقبض عليه ووكل بما معه، فوثب اهل طرسوس على الاعرج، فحالوا بينه وبين مكنون، وقبضوا على الاعرج فحبسوه في يد مكنون، وعلموا ان الحيله قد وقعت براغب، فكتبوا الى خمارويه بن احمد يعلمونه بما فعل الاعرج، وانهم قد وكلوا به، وقالوا: اطلق راغبا لينفذ إلينا حتى نطلق الاعرج، فاطلق خمارويه راغبا، وانفذه الى طرسوس، وانفذ معه احمد بن طغان واليا على الثغور، وعزل عنهم الاعرج، فلما وصل راغب الى طرسوس اطلق محمد بن موسى الاعرج، ودخل طرسوس احمد بن طغان واليا عليها وعلى الثغور ومعه راغب، يوم الثلاثاء لثلاث عشره خلت من شعبان.
وفيها توفى المعتمد ليله الاثنين لإحدى عشره ليله بقيت من رجب، وكان شرب على الشط في الحسنى يوم الأحد شرابا كثيرا، وتعشى فاكثر، فمات ليلا، فكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنه وسته ايام- فيما ذكر.