وتركته والطير يحجل حوله ... متقطع الأوداج والأوصال

يهوي إلى حر الجحيم وقعرها ... بسلاسل قد أوهنته ثقال

هذا بما كسبت يداه وما جنى ... وبما أتى من سيئ الأعمال

أقررت عين الدين ممن قاده ... وادلته من قاتل الأطفال

صال الموفق بالعراق فافزعت ... من بالمغارب صولة الأبطال

وفيه يقول أيضا يحيى بن خالد بن مروان:

أبن لي جوابا أيها المنزل القفر ... فلا زال منهلا بساحاتك القطر

أبن لي عن الجيران أين تحملوا ... وهل عادت الدنيا، وهل رجع السفر!

وكيف تجيب الدار بعد دروسها ... ولم يبق من أعلام ساكنها سطر

منازل أبكاني مغاني أهلها ... وضاقت بي الدنيا وأسلمني الصبر

كأنهم قوم رغا البكر فيهم ... وكان على الأيام في هلكهم نذر

وعاثت صروف الدهر فيهم فأسرعت ... وشر ذوي الأصعاد ما فعل الدهر

فقد طابت الدنيا وأينع نبتها ... بيمن ولي العهد وانقلب الأمر

وعاد إلى الأوطان من كان هاربا ... ولم يبق للملعون في موضع إثر

بسيف ولي العهد طالت يد الهدى ... وأشرق وجه الدين واصطلم الكفر

وجاهدهم في الله حق جهاده ... بنفس لها طول السلامة والنصر

وهي طويلة وقال يحيى بن محمد:

عني اشتغالك إني عنك في شغل ... لا تعذلي من به وقر عن العذل

لا تعذلي في ارتحالي إنني رجل ... وقف على الشد والإسفار والرحل

فيم المقام إذا ما ضاق بي بلد ... كأنني لحجال العين والكلل

ما استيقظت همة لم تلف صاحبها ... يقظان قد جانبته لذة المقل

ولم يبت أمنا من لم يبت وجلا ... من أن يبيت له جار على وجل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015