وإما مأزورون ولا ينفعنا أن نكذب على أنفسنا وأو على الله أنا عاجزون بل إنا مقصرون ما دام لنا العقل والتصرف في شؤوننا الخاصة المعروفة بالحرية الشخصية فلم لا نتناول إذا مصالح إصلاحية عصرية وأن نجعل يدا في القديم الصالح ويدا في الجديد كذلك؟ والإسلام العزيز نفسه جاء بهذا المعنى ففد ثبت أنه أقر فقط على أشياء قديمة مستحسنة كالحج والطواف مثلا فقد أصلحهما فقط وكسر الأصنام ونهى عن أشياء يفعلونها نذرا كالطواف عراة حتى النساء لما في ذلك من المنكر وفساد الأخلاق ومعرة ومن الشواهد على ذلك قول ضباعة من بني سلمة:
اليوم يبدوا بعضه أو كله ... وما بدا منه فلا أحله
أجثم مثل القصب باد ظله ... كان حمى خيبر لا تمله
فأصلح الإسلام خطايا من هذه وأثبت الحج الصحيح وإنما كلف العرب ذلك الضلال الولاة المتصرفون في بيت الله الزاوية العامة والقدوة التامة للمسلمين أفلا نستنبط من هذه وذكر صاحب الروض الأنف أن هذه المرأة مشهورة بالمعاني وذات القدر والجمال وخطبها النبي صلى الله عليه وسلم ولما بلغه ما قالت تركها وماتت أسى وحزنا على ذلك ومثل هذه من الخلاق والعادات التي أصلحها الإسلام كثيرة والإسلام العزيز جاء بالإصلاح العام في الدنيا كلها، وفي الأمم جميعها، وكان صلى الله عليه وسلم يستحسن كل نافع وينكر كل ضار ويتخذ كل حكمة وهو ينبوع الحكم ولا يأنف مما لم يعرف أو من جديد أشير به عليه من أمور الدنيا وقد أشار عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه يوم الخندق بحفر الخندق فقال له يا رسول الله إنا إذا