بسط سلطانه على المناطق الفارسية الشرقية، وتجاوز خراسان1 إلى مرو، وبلخ وخوارزم2، واتخذ المدائن عاصمة له، وأطلق على نفسه لقب شاهنشاه، أي ملك الملوك3.
توفي أردشير في عام241م4 بعد أن أقام صرح الدولة على أساس وحدة
الإقليم، وأخضع العروش الكثيرة التي تربع عليها ملوك الطوائف، إما باستعمال القوة أو بالإغراء بالمال، وحدد سياسته تجاههم وعلاقته بهم من جانب قوي، بوصفه الأقوى على الساحة السياسية والعسكرية، فمنحهم بعض الامتيازات مثل حق اختيار خلفه، وأشرك معهم رجال الدين، لكنه لم يقدر أنه سيكون من بين خلفائه أشخاص ضعاف، وأنهم سوف يخضعون لمشيئة هؤلاء مما سينعكس سلبًا على أوضاع الدولة.
وأثبتت الأحداث السياسية، اللاحقة تذبذب ولاء هؤلاء لملك الملوك، وفقًا لتطورات الظروف السياسية مما أدخل البلاد في متاهات الصراع على السلطة والنفوذ، واضطر ملوك الملوك بعد أردشير أن يتعاونوا مع ملوك الإقطاع، ورجال الدين، الذين تزايد خطرهم بعد أن ملكوا القرى، والأراضي الشاسعة، وأضحوا مركز قو عسكرية ومادية، كما أضحى بقاء ملك الملوك أو سقوطه رهنًا بإرادتهم5.
تعرضت الدولة الساسانية خلال مراحل تاريخها لصراعات حادة على السلطة بين أفراد البيت الساساني، نذكر منها: صراع فيروز وأخيه هرمز ابنا يزدجرد بن بهرام حيث قتل الأول الثاني، وتولى الحكم "459- 484م"، وصراع بلاش وأخيه قباذ الأول، فقد خلف بلاش والده على الحكم "484- 488م"، فنازعه
أخوه وخلعه، وتولى السلطة "488- 531م"، وقتل هرمز "579- 590م" إخوته حتى لا ينافسوه على الحكم، كما قتل قباذ الثاني شيرويه "628م" أباه
وتخلص من إخوته حتى لا ينازعوه على السلطة.