الوضع السياسي: يبرز أمامنا، في بداية هذا الفصل، سؤال كبير هو كيف تمكن المسلمون من تحقيق انتصارات مذهلة على الجيوش الفارسية، والبيزنطية "الرومية" النظامية، مع أنهم كانوا خارجين حديثًا من جزيرتهم، ولأول مرة، كمحاربين فاتحين لم يبلغوا من التطور ما بلغته الشعوب التي فتحوا بلادها.
والواقع أن تلك الدولتين، وإن كانتا على شيء من الأبهة والعظمة، إلا أن الدولة الفارسية الساسانية2 كانت تمر بمراحل شيخوختها، والدولة البيزنطية أهملت الدفاع عن حدودها الجنوبية مع الجزيرة العربية، كما كانت تمر بمرحلة تحول إدري عسكري بعد انتصارها على الفرس، ولم تجد الوقت الكافي للانتقال إلى الوضع