بها، فلحقهم المسلمون، وجرى بين الطرفين قتال شديد دارت الدائرة فيه على المرتدين الذين قتلوا عن آخرهم، وكتب العلاء إلى أبي بكر بخبره بما فتح الله عليه، واستقر المسلمون في البحرين1.

القضاء على ردة أهل عمان، ومهرة وعك والأشعريين:

كانت عمان تابعة لفارس، وعليها أمير يدعى جيفر بن عبد الله بن مالك من بني سليم، وقد أرسل إليه النبي عمرو بن العاص، فأسلم على يديه، أقام عمرو بين القوم حتى وفاة النبي حيث عاد إلى المدينة بعد أن ارتد أهل عمان، وفر جيفر إلى الجبال، ولم يرتد مع المرتدين2.

تزعم ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي حركة الارتداد، وادعى النبوة مقتديًا بغيره، وكان يعرف بالجلندي، وعندما بلغت أخبار الردة مسامع أبي بكر أرسل ثلاث فرق عسكرية إلى المنطقة، الأولى بقيادة حذيفة بن محصن الغلفاني الحميري، والثانية بقيادة عرفجة بن هرثمة البارقي الأزدي، والثالثة بقيادة عكرمة بن أبي جهل3.

والتقى الطرفان في دبا، وأسفر عن انتصار المسلمين، أقام حذيفة بعمان يوطد الأمور، ويسكن الناس، وعاد عرفجة إلى المدينة، ومعه خمس الغنائم، وتوجه عكرمة غربًا إلى مهرة، فأخضع سكانها من المرتدين بقيادة المصيح، أحد بني محارب4.

وارتدت قبائل عك والأشعريين بتهامة، وانضم إليهم الأوزاع، فتمركزوا في الأعلاب5، وقطعوا المواصلات بين مكة والساحل، فتعطل الأمن على الطريق المؤدي إلى اليمن6.

كانت الطائفة أقرب المدن الإسلامية إلى هذا الطريق، فكتب عاملها طاهر بن أبي هالة إلى أبي بكر يشرح له الوضع المتدهور، ويستأذنه بإخضاع المرتدين، فإذن له، فاصطدم بهم في الأعلاب وهزمهم7.

القضاء على الردة في اليمن:

تعرض اليمن بعد وفاة النبي لانقسامات سياسية حادة نتج عنها اضطراب في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015