- لم يحزن على قتلى المسلمين، ودماؤهم لم تجف بعد، ولم يصرفه هذا الحزن عن التفكير في الزواج، والتعريس بالنساء استجابة لعواطفه.
- خدع عن رأيه حين صالح القوم بعد أن أمكنه الله منهم، وكان باستطاعته أن يستأصل شأفتهم، وبخاصة أنه يخطب إلى الرجل الذي خدعه1، فيرتبط معه برباط المصاهرة بعد الذي بدر منه2.
وفيما يتعلق بموقف خالد:
- جاء دفاع خالد عن نفسه حازمًا في لين، صريحًا في صدق، قويًا في هدوء.
- إن النصر ولو مع التضحية لا يبقي في النفوس الكبيرة آثار الآلم، ولواعج الأحزان، ولقد تم للقائد السرور بالنصر المؤزر، وفرت به الدار ببسط سلطانه على أعدائه.
- يؤكد خالد ما يبرر خطبته إلى هذا الرجل الذي خدعه حتى لا تندفع الأوهام الضعيفة في التظنن بالقائد الفذ، كما وقع التظنن في زواجه بامرأة مالك بن نويرة من قبل، فهو يعلن أنه قد خطب إلى رجل هو سيد قومه، فيما يمنعه من أن يجعل الخطبة إليه وسيلة من وسائل الاستقرار، وتطييب النفوس، على أن الخطبة سعت إليه دون تخطيط مسبق، ولو عمل إليها من المدينة قصدًا لها ما كان عليه في ذلك من عتاب.
- أبدى خالد حزنه على قتلى المسلمين، بشكل واضح، وأن هذا الحزن كان كفيلًا أن يرد الحياة إليهم، لو كان حزن يرد الحياة إلى ميت، وكان كفيلًا أن يخلد من كان من المسلمين باقيًا، لو كان الله كتب البقاء، والخلود لأحد من الأحياء3.
ولا بد أن نشير في هذا المقام إلى النتائج العامة لمعركة اليمامة الشهيرة، فقد:
- أعادت الموازين إلى حجمها في الجزيرة العربية.
- أنهت أسطورة مسيلمة.
- أوقعت الرعب في قلوب بقية المرتدين في الجزيرة العربية، وبخاصة في تهامة التي تجمعت فيها فلول ممن انضوى تحت قيادة مسيلمة، من مدلج وخزاعة، وكنانة بقيادة جندب بن سلمى المدلجي، وراحوا يجوبون المنطقة بين صنعاء ونجران.